سعيد ياسين 

لجأ أخيراً عدد من نجوم الدراما المصرية إلى «ورش السيناريو» لتقديم مسلسلات تبتعد عن دراما المؤلف الأوحد الذي يتولى كتابة القصة والسيناريو والحوار، حيث يتشارك أكثر من مؤلف واحد، غالباً ما يكونون من الشباب الجدد أو أصحاب التجارب الأولى، في كتابة العمل إما في صورة جماعية من دون إشراف أو قيادة توجه هؤلاء وتجمع خطوطهم الدرامية، وإما تحت إشراف شخص صاحب خبرة يجمع الخطوط الرئيسة للعمل الذي يتم الاتفاق عليه مع النجم وجهات الإنتاج.

وعلى رغم أن ظاهرة التأليف المشترك كانت موجودة منذ بداية السينما المصرية، وأثمرت عشرات الأفلام الناجحة، لكنها انتشرت في الدراما خلال السنوات الأخيرة في صورة لافتة، وبعدما اقتصرت على مسلسلات يتشارك في بطولتها عدد من فناني الصفوف الثانية والثالثة، وفي مقدمها التي تدور في إطار كوميدي أو مسلسلات «السيتكوم»، وامتدت إلى المسلسلات التي يجسد بطولتها كبار النجوم الذين يستندون في استعانتهم بـ «الورش» إلى تجديد دماء المواضيع الدرامية المستهدفة التي يقدمونها، بداعي أن مواضيع كبار المؤلفين مستهلكة ومكررة، وأن الشباب أكثر دراية بالمواضيع التي يقبل عليها جمهور الوقت الحالي، والتي تحتوي على عوامل الجذب من تشويق وإثارة وغموض وحركة وغيرها، ثم لظروف وعوامل التسويق إلى القنوات الفضائية. كما يستند المنتجون إلى قلة أجور هؤلاء الشباب، وقدرتهم على إنجاز الأعمال والمشاهد المطلوب تصويرها سواء بكلفة إنتاجية محدودة أو قليلة في وقت قصير مقارنة بالآخرين. واللافت أنه حين ينجح عمل لأحد كبار النجوم يستند إلى ورشة سيناريو، يتسابق بقية النجوم إلى اتباع «الموضة» ذاتها سواء مع الورشة نفسها، أو مع ورش مماثلة.

ويأتي في مقدم النجوم الذين يستندون في أعمالهم الجديدة إلى ورش سيناريو أو تأليف مشترك عادل إمام من خلال مسلسل «عوالم خفية» من إخراج نجله رامي إمام، وتشارك في كتابته ثلاثة من المؤلفين الشباب هم أمين جمال ومحمد محرز ومحمود حمدان. ويأتي هذا الاتجاه الجديد لإمام بعدما تعرض مسلسله الأخير «عفاريت عدلي علام» الذي قدمه في رمضان الماضي مع هالة صدقي وغادة عادل إلى انتقادات شديدة، ومطالبات من النقاد بضرورة انفصاله عن مؤلف المسلسل يوسف معاطي بعدما كتب له أعماله الخمسة السابقة، وهي «مأمون وشركاه» و «أستاذ ورئيس قسم» و «صاحب السعادة» و «العراف» و «فرقة ناجي عطاالله». فعلى رغم تحقيقها نجاحاً لافتاً في التسويق والتوزيع ووصول أجر إمام ومعاطي فيها إلى أرقام قياسية، لكنها لم تحقق المأمول منها على مستوى الفكرة أو المضمون الذي قدمه في مسلسلاته السابقة، ومنها «أحلام الفتى الطاير» و «دموع في عيون وقحة» و «كيف تخسر مليون جنيه؟» و «الرجل والدخان» و «الفنان والهندسة».

ويتولى محمد محرز وأمين جمال أيضاً كتابة مسلسل يسرا الجديد «بني يوسف» الذي يشارك في بطولته محمد فراج وأحمد حاتم ومحمد شاهين وشيرين رضا وريهام عبدالغفور وإخراج محمد علي. وكانت يسرا استعانت بمحمد رجاء وإياد عبدالمجيد لكتابة مسلسلها الرمضاني الماضي «الحساب يجمع»، ومن قبله بالراحل عبدالله حسن وأمين جمال في «فوق مستوى الشبهات». وحقق المسلسلان نجاحاً لافتاً فتح شهيتها لتكرار التجربة في مسلسلها الجديد.

وتسعى هند صبري إلى تكرار تجربتها في رمضان الماضي من خلال مسلسل «حلاوة الدنيا» مع ظافر العابدين والذي كتبته ورشة عمل أشرف عليها كاتب السيناريو تامر حبيب. وهو ما يتكرر مع أحمد مكي الذي استعان بورشة مكونة من أربعة مؤلفين شباب، بينهم مصطفى عمر وأحمد محيي وإشراف هشام فتحي لكتابة مسلسله «خلصانة بشياكة». كما يستعد أحمد فهمي وأكرم حسني ومي عمر ورجاء الجداوي لتقديم جزء جديد من مسلسل «ريح المدام» الذي كتبه تامر إبراهيم وولاء شريف.

وفي موازاة ذلك يخوض يحيى الفخراني في مسلسله الجديد «بالحجم العائلي» الذي تشاركه بطولته ميرفت أمين وهبة مجدي ودينا فؤاد، تجربة التعاون مع مؤلف شاب هو محمد رجاء الذي تشارك مع وائل حمدي في كتابة المعالجة الدرامية والسيناريو والحوار لمسلسل «الطوفان» لماجد المصري وآيتن عامر ووفاء عامر وفتحي عبدالوهاب وأحمد زاهر وريهام عبدالغفور وإخراج خيري بشارة، وهو عن قصة للمؤلف بشير الديك.

وتقاسمت مريم نعوم وهالة الزغندي في رمضان الماضي كتابة مسلسل «واحة الغروب» لخالد النبوي ومنة شلبي وسيد رجب وإخراج كاملة أبوذكري عن قصة لبهاء طاهر، كما أشرف أحمد شوقي على ورشة كتابة لمسلسل «30 يوم» لآسر ياسين وباسل خياط ووليد فواز ونجلاء بدر وأنجي المقدم وإخراج حسام علي.

وكان عدد من كبار المؤلفين في السينما والدراما أسسوا ورشاً للكتابة، وتخصص بعضهم في كتابة السيناريو وبعضهم الآخر في الحوار، أو انخرطوا ضمن ورش قائمة بالفعل قبل أن ينفصلوا عنها لاحقاً، ومنهم السيد بدير وعبدالحي أديب وبهجت قمر ومصطفى محرم وعبدالمنعم عبدالحميد.