عزة السبيعي

الملياردير الفلسطيني الأميركي محمد حديد كتب في حسابه في «تويتر»، إنه أسوأ يوم في حياته، وإنه حزين جدا، ثم برر قرار ترمب بأن العرب باعوك.


في الحقيقة، لو لم يحمّل الآخرين خسارة وطنه لم يكن فلسطينيا، رغم السنوات التي عاشها في أميركا لم يستطع أن يختلف عن أولئك المغلوبين على أمرهم في غزة، والذين نسوا كل شيء فعلوه ويفعلونه ضد وحدة الفلسطينيين، ووجهوا شتائمهم إلى السعودية. 
على كل حال، هذا الملياردير الذي هو من 25 أميركيا من أصل فلسطيني عدتهم فوربس من أغنى الأميركيين، والذين لا تجد لهم منظمة تجمعهم وتتعلق بشؤون فلسطين وقضاياها، ثم تستخدم قوة المال للضغط على الساسة في أميركا، بل لم ينشئوا قنوات أو يشاركوا في مناسبات تذكّر العالم بالظلم الواقع على الفلسطينيين، ولا سمعنا أن أحدهم قرر أن يبني جامعة أو حتى منزلا لعائلة شهيد في غزة، أو مستشفى يتعالج فيه جرحى الشعب المظلوم.
إن غير هذا الرجل ملايين الفلسطينيين الذين يملك معظمهم القدرة على مساعدة شعبهم وقضيتهم داخل أميركا، ولم يفعلوا، ولا يمكن أن تقارنهم باليهود ومنظماتهم وإيمانهم بواجب نصرة قضاياهم بالمال والعلم، وتجاهل خلافاتهم العميقة أمام حماية الكيان الصهيوني.
ماذا فعل الفلسطينيون للقضية؟ وكلما مُدّت يد عربية لفلسطين قطعوها، بدءا من الأردن ثم لبنان والكويت ومصر والعراق، ثم خانوا أنفسهم وجلسوا على طاولة واحدة مع رابين، وحصلوا على حارة اختلفوا داخلها، حتى قتلوا بعضهم في الشوارع والطرقات.
إذا كان هناك حل للقضية، فلن يكون بيدنا كسعوديين أو بيد العرب، ولا حتى بيد السيد إردوغان ومظاهراته. 
الحل في يد الفلسطينيين أنفسهم، أن يعترفوا بأنهم سبب ما يحدث فيها، وسبب ضياعها الأول، وأنّ لوم الآخرين لا يفيدهم، بل يعمّق أخطاءهم، ويحرمهم فرصة إصلاحها.