وائل بدران

سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية في افتتاحيتها أمس الأول الضوء على الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا خلال الأسبوع الجاري، ووصفتها بأنها كانت زيارة «انتصار وتخريب» إلى سوريا والشرق الأوسط.

واعتبرت أن الهدف منها كان ترويج قدرته على التفوق على الولايات المتحدة في المنطقة. وفي زيارة مفاجئة إلى القاعدة الروسية على الساحل السوري، استقبل بوتين الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لم يفعل التدخل العسكري الروسي سوى إنقاذه وإبقائه في المنصب، بحسب الصحيفة. وقال بوتين للجنود الروس: «إن أصدقاءكم ووطنكم بانتظاركم، وستعودون إلى الوطن منتصرين». وأشارت الصحيفة إلى أنه في هذه الأثناء، يعيش الأطفال في الغوطة الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة في ضواحي دمشق، تحت الحصار في مجاعة، على رغم أن روسيا كانت قد أعلنت في بداية العام الجاري وقف إطلاق النار هناك، ولكن رغم اتفاق وقف التصعيد، تواصل قوات النظام السوري قصف المنطقة، مدعومة بقوات روسية وميليشيات إيرانية لتحقيق «انتصار حاسم»! وأوضحت الصحيفة أن هذين المشهدين يكشفان حسابات موسكو، والوقائع التي ساعدت في فرضها على الأرض. وأعربت الصحيفة عن تشككها في إعلان بوتين بشأن سحب عدد كبير من الجنود من سوريا، لافتة إلى أنه تم تقديم وعود مشابهة من قبل، ولكن لم يتم الوفاء بها. وذكر المتحدث الرسمي باسم الكرملين، يوم الثلاثاء الماضي، أن روسيا ستحتفظ بقوة كبيرة في سوريا لمحاربة «الإرهابيين»، غير أن تعريف روسيا لـ«الإرهاب» في سوريا مماثل لتعريف نظام الأسد، الذي يساويه بالمعارضة السياسية، وفقاً للصحيفة. وأكدت «الجارديان» أن بوتين حريص على التحدث عن الانتصار، ولاسيما أنه أعلن ترشحه لإعادة انتخابه العام المقبل، ومن ثم، فإن إعادة بعض القوات الروسية، المنتشرة، بحسب التقارير إلى جانب آلاف من القوات المتعاقدة بصورة خاصة، والمرتبطة بالكرملين، يمكن أن يعزز آفاقه السياسية. وأضافت: «على رغم أن الخسائر الروسية في سوريا تكتنفها سرية شديدة، وكذلك التكاليف المالية للعمليات العسكرية، إلا أنه على الصعيد الجيوسياسي تعتبر حرب بوتين في سوريا استثماراً مربحاً للكرملين، إذ استفاد من الفوضى الاستراتيجية الغربية وتردد الولايات المتحدة في التورط في الصراع». وتابعت: «من المفارقة أن بوتين أعلن الانتصار على تنظيم داعش، غير أن حديثه لا يخفي حقيقة أن قواته ركزت بشكل كبير على استهداف المعارضة المناهضة للأسد، أكثر من مواجهة المسلحين الإرهابيين»، موضحة أن استعادة مدينة الرقة لم يكن إنجازاً روسياً، وإنما نتيجة لهجوم بري عربي كردي، مدعوم بضربات جوية شنّتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وذكرت «الجارديان» أنه بتغيير ميزان القوى وإرسال قوات برية في 2015، عزز بوتين نفوذه، ولكن قدرته على طرح خطة سلام مسألة أخرى، بل إن البوادر تشي بأنه يفضل تفادي، أو ربما عرقلة، المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتحذير من أن مناورات القوى الجيوسياسية في سوريا لم تنتهِ بعد وكذلك الأعمال القتالية.

فاينانشيال تايمز

حذرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» في افتتاحيتها أمس الأول، من أن القدرات الدفاعية لبريطانيا لا توازي طموحاتها العالمية، موضحة أنه على رغم أن الوزراء البريطانيين يحبذون دوماً التأكيد على أنه «بعد بريكسيت» ستكون للمملكة المتحدة حرية تعزيز وتطوير قوتها على الساحة الدولية، إلا أنهم يتغافلون عن حقيقة نقص القدرات اللازمة لتعزيز طموحاتها كقوة عسكرية فاعلة. وكشفت أن ذلك اتضح بشكل كبير في ضوء التلاسن الوزاري الكبير بشأن كيفية سد الفجوة التي تقدر بـ20 مليار جنيه إسترليني في ميزانية الدفاع البريطانية، لافتة إلى أن الضغوط زادت منذ عام 2010، عندما أصبح الدفاع أحد أكثر المجالات تأثراً بسياسات التقشف. وتابعت: «في عام 2015، التزمت الحكومة بمجموعة من البرامج مرتفعة التكلفة، من بينها تجديد قوة الردع النووية البريطانية، والحصول على أسطول جديد من السفن الحربية ومجموعة من طائرات إف 35 أميركية الصنع، بقيمة 31 مليار جنيه إسترليني». وأضافت «فاينانشيال تايمز»: «إنها أكدت أيضاً على أن معظم التمويل اللازم للبرنامج سيقدم من خلال الوفورات في الجوانب الأخرى، غير أنها التزمت في الوقت ذاته بعدم تقليص عدد الجنود إلى أقل من 82 ألفاً». وذكرت أنه: «على رغم اتجاه الإنفاق الدفاعي في الوقت الراهن إلى الارتفاع حتى 2021، بفضل تعهد الحكومة بالوفاء بالتزاماتها تجاه (الناتو)، إلا أن تلك المبالغ لم يتم تقديمها أبداً»، موضحة أن المهمة أضحت أكثر صعوبة نتيجة التراجع في قيمة الإسترليني الناجم عن «بريكسيت»، والذي دفع بتكاليف المشتريات إلى الصعود. بيد أن «فاينانشيال تايمز» شددت أيضاً على أن بريطانيا لا تزال تملك نقاط قوة حقيقية، ولاسيما قواتها الخاصة وأجهزة المخابرات ومكافحة الإرهاب والأمن الإلكتروني، ولا تزال لاعباً مهماً على المستوى الأوروبي، ولاسيما أنها إلى جانب فرنسا في صدارة الدول الأوروبية من حيث الإنفاق على الدفاع.

الإندبندنت

دعا «فابيان هاميلتون»، «وزير الظل لشؤون لسلم»، الحكومة البريطانية إلى اتخاذ موقف قوي بشأن نزع السلاح النووي، معتبراً أن منح منظمة «آيكان»، التي تروج لعالم بلا أسلحة نووية، جائزة «نوبل» للسلام يشكل فرصة حقيقية أمام تحرك بريطاني. واعتبر «فابيان» أن قرار منح «آيكان» الجائزة يمثل خطوة غير مسبوقة باتجاه الدفع بمفهوم «عالم خالٍ من الأسلحة النووية»، وتعزيز الأمل في اتخاذ إجراء حقيقي على الأرض. وقال: «مع تفاقم تهديد الحرب النووية في شبه الجزيرة الكورية، في ظل لامبالاة الإدارة الأميركية، تتجه الأنظار إلى فكرة نزع الأسلحة النووية». وأشار إلى أن جهود «آيكان» صوب إجراء تغيير حقيقي، كللّت في يوليو الماضي بمعاهدة الأمم المتحدة حول حظر الأسلحة النووية، التي وقعتها 122 دولة، غير أنه لفت إلى أن تأييد الاتفاقية لا يعني تعريض الدفاع البريطاني للخطر، ومن ثم، فإن قرار الحكومة البريطانية الحالية بمقاطعة المعاهدة «لم يكن مسؤولاً».