عبدالله العقيل

نسمع دائما أن «خطابنا الديني هو خطاب معتدل»، صدقنا هذه العبارة بل أصبحنا نرددها على أنفسنا وعلى الغير حتى صارت مسلمة نؤمن بها. ولكن هل خطابنا الديني حقا خطاب معتدل؟ هذا الخطاب هو من حارب قيادة المرأة للسيارة وحولها لقضية جنة أو نار، وهو أيضا من حارب وجود السينما واستبسل في محاربتها. هذا الخطاب هو من جعل عمل المرأة في المحلات التجارية عنوانا لخطب الجمعة والمحاضرات الدينية، وهو أيضا من حرّم علينا الحفلات الغنائية والأمسيات الموسيقية. كل ما ذكر أعلاه ممارسات طبيعية تحدث في كل دول العالم وفي كل البلدان المسلمة، ومع ذلك خطابنا الديني حرّمها وحاربها فأين الاعتدال الذي نزعمه؟ 
اذكر لي بلدا مسلما واحدا خطابه الديني يحارب هذه الممارسات وعلى مستوى رجال دين.
هل ملايين المسلمين حول العالم على خطأ ونحن فقط على حق؟ أين الاعتدال في ذلك؟ أين الاعتدال في تحريم الرسم والفنون؟ أين الاعتدال عندما يدرس طلابنا حكم التصوير بين مباح وجائز وحرام! في زمن حتى المتشدد يستخدم فيه الصورة لإرسال رسالته؟ أين الاعتدال عندما تُسخّر منابر مساجدنا لمحاربة مواطنين ذنبهم الوحيد أنهم مختلفون مذهبيا؟ أين الاعتدال عندما يتم التحريض علنا وبالاسم على مثقفين وكتّاب وفنانين، وذلك لمجرد أن فكرهم مختلف؟ أين الاعتدال في محاربة أبسط حقوق المواطنة، كإصدار بطاقة هوية للمرأة؟ أين الاعتدال في محاربة كل ما هو جديد وممتع عند الناس؟ 
إذا كنت ترى في كل ذلك اعتدالا فأخبرني ما هو التشدد؟