شملان يوسف العيسى

أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن استعداد المملكة العربية السعودية، ودول خليجية أخرى في التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، لإرسال قوات خاصة إلى سوريا لتنفيذ الخطة التي طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضعها لمحاربة تنظيم «داعش»، وفعل ما هو ضروري لإنجاحها. تصريح وزير الخارجية السعودي لم يوضح طبيعة التدخل الخليجي في سوريا، وما إذا كانت القوات المذكورة ستكون جوية أم برية؟ وما إذا كانت ستدعم المعارضة السورية؟ وهل سيتم تمويل هذه المعارضة بالمال والسلاح؟ أم أن الأمر سيقتصر على إرسال قوات من دول مجلس التعاون وبعض الدول العربية والإسلامية الأخرى؟

دولة الكويت كانت سباقة لدعم الشعب السوري و«الجيش السوري الحر» ضد سياسة الإبادة الجماعية التي يمارسها نظام بشار الأشد وأنصاره من القوات الإيرانية والمليشيات الشيعية القادمة من العراق ولبنان وأفغانستان وغيرها. ودول الخليج العربية عموماً تشارك دولَ التحالف الدولي ضد «داعش» في ضرب معاقل الإرهاب في كل من سوريا والعراق.. وذلك بهدف منع انتشار الإرهابيين في المنطقة.

وهناك تحفظ لدى بعض المراقبين الخليجيين فيما يخص إرسال قوات برية إلى داخل سوريا، لأننا ببساطة دول وشعوب صغيرة في حجمها، ولا نملك قوات برية كبيرة يمكن الزج بها في حروب لا نعرف نهايتها. ويتساءل هؤلاء المراقبون: ما الهدف من التدخل العسكري في سوريا؟ هل هو تغيير النظام الاستبدادي في دمشق وفرض حكومة انتقالية تقبل بها كل الأطراف؟

الحرب الأهلية في سوريا مضت عليها ست سنوات، ولا توجد إلى الآن بوادر على سقوط وشيك للنظام السوري، فهو مدعم بقوة من دولة عظمى مثل روسيا، ومدعوم كذلك من نظام الملالي في إيران، والذي يواصل حشد المليشيات الشيعية في كل من العراق وأفغانستان، علاوة على «حزب الله» اللبناني، ويمول هذه المليشيات ويدربها ويسلحها لدخول سوريا دعماً لنظام الأسد وإجهاضاً للثورة الشعبية ضده.

ما تفكر به الولايات المتحدة اليوم في سوريا هو إعلان منطقة آمنة قرب الحدود مع تركيا، لإسكان اللاجئين السوريين وتشكيل حكومة مؤقتة.. على أن يتم تمويل هذه المنطقة من الدول العربية. علينا في الخليج أن لا نساير المخطط الأميركي بهذا الشأن.. لأنه مكلف جداً ونحن نعاني من الآثار المالية لانخفاض أسعار النفط.

نتفهم وجهة نظر الإدارة الأميركية الجديدة، والتي تريد سحق تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، بمشاركة دولية تشمل بعض الدول العربية والإسلامية، ويمكننا المشاركة بإرسال قوات جوية وجعل المطارات العسكرية في المنطقة نقطة انطلاق للقوات الجوية لدول التحالف، لكن ثمة محاذير تحول دون التدخل العسكري الخليجي المباشر وإرسال قوات برية إلى سوريا؛ فذلك قد يثير حساسيات طائفية في المنطقة، الأمر الذي يدفع إيران وروسيا لزيادة دعمهما للنظام السوري منعاً لسقوطه.

نأمل من دول الخليج الالتزام بالقرارات الدولية الداعية للمفاوضات ووقف الحرب والتفكير جدياً في حكومة مؤقتة ترضي جميع الأطراف لإنهاء الحرب العبثية في سوريا.