عبدالمحسن يوسف جمال 

دولتان خليجيتان ، يشار إليهما بالبنان في سياستيهما الداخلية والخارجية. لهما خاصية التعامل الهادئ في مواجهة الأحداث والقدرة على تجنب الوقوف على حافة الهاوية التي يجنح إليها البعض ويحاول جر الآخرين إليها.


تعامل الدولتين الواقعي مع الأحداث الصعبة جعلهما محل احترام العالم، فأصبحت أراضيهما مكانا مفضلا لحوار الدول المتخالفة لوجود المصداقية والواقعية في التعامل السياسي.
أسلوب الدولتين هو التعامل وفقا لأسلوب احتواء التناقضات الداخلية مهما كانت، وصهرها من خلال الحوار والوصول إلى أرضية مشتركة مع كل القوى السياسية المتنوعة.
وتفهم التحركات الدولية وعدم الانجرار مع سراب الوعود التي تطرح هنا وهناك، بل التعامل العاقل مع كل التناقضات الدولية وتجنب الانجرار وراء المتشدد منها مهما كانت المغريات، وعدم ولوج دهاليز السياسة الدولية والموجود منها الكثير هذه الأيام.
لذلك تأتي زيارة صاحب السمو الأمير لأخيه جلالة سلطان عمان في وقت ادلهمت فيه الأمور، وتحتاج إلى حلول عاقلة للخروج برؤية مشتركة تستطيع أن تقود السياسة العربية إلى بر الأمان بعيدا عن الحلول المتشددة التي يطرحها البعض، واجتنابا لطبول الحرب التي يقوم بها أناس لا يقدّرون خطورة ذلك، خاصة مع الأوضاع المرهقة التي يعيشها عالمنا العربي والذي أوصل بلدين عربيين إلى حافة المجاعة، وهما اليمن والصومال كما أوضحت الأمم المتحدة في بياناتها الأخيرة.
ولقد لخص سفير الكويت لدى سلطنة عمان فهد المطيري ذلك، كون أن علاقة البلدين تسودها «ثقة متبادلة» و«توافق غير عادي حيال مختلف القضايا الخليجية والعربية والدولية».
ولعل ذلك هو سر نجاح هذا اللقاء وقدرته على توجيه السياسة العربية إلى الحلول المثمرة.
أما الاستقبال الشعبي لسمو الأمير فهو قصة أخرى لاقتراب سموه بأفعاله من ضمير الشعوب وللأبعاد الإنسانية التي تتحلى بها الكويت قيادة وشعبا.