منصور الضبعان

(1)

لو اطلعت على تلك الجموع في معرض الكتاب الذي انتهت فعالياته قبل أيام لملئت منهم فخرا، أكثر من 400 ألف زائر بذلوا أكثر من 72 مليون ريال في سبيل العلم والمعرفة والثقافة..

(2)

ولأن الكتابة تصنع الرجل الدقيق، فإني لابد أن أذهب إلى زاوية مهجورة لأزرع علامات استفهام، لا لتكدير صفو لياليكم، وطعم النجاح الذي يبلل أفئدتكم، ولكن على سنة أبي تمام:

فقسا لتزدجروا ومنْ يكُ حازماً ... فَليَقْسُ أحياناً وحيناً يَرْحَمُ!

(3)

تلك الأرقام التي تمخض عنها المعرض لابد أن تنعكس على الشارع الذي يتربص بنفسه نهضة شاملة لا تستغني عن الأيادي الوطنية الناعمة، سيما وأن أكثر من نصف زوار المعرض من النساء!، إذاً لابد أن نلمس نتائج ومنتجات معرض الكتاب على الأرض..

(4)

ماذا لدى المرأة السعودية الآن؟!، التي أشغلوها ردحا من الزمن عن "الأهم" بالقشور التي انساقت خلفها للأسف ؟!، في ظل ماتقدمه القيادة الرشيدة من وسائل كافية لتمكينها نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وحقوقيا، لتحتل مقعدها في مركبة الوطن و"رؤيته" لتكون رافدا من روافد التنمية في بلادها..وليست ثمة من يمنعها: سواها، ولو نهضت وركلت هذا "الجدار" الوهمي لأحدثت فيه نقبا يسمح بدخول الضوء والهواء ..

(5)

جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أكبر جامعة نسائية في العالم، من طيبات مارُزقت به المرأة السعودية، تتمتع بقيادات أكاديمية وإدارية نسائية ذات قيمة وقامة، تعد أهم محضن للمرأة السعودية، وقاعدة متينة تنطلق منها المرأة، ولكن المرأة السعودية بمختلف مشاربها تتخذ مكانا قصيا فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وهي تتحاشى اليد الممدودة من قِبل الجامعة في مبادرة مفتوحة منذ ثماني سنوات وحتى ماشاء الله.

(6)

لذا كله: فإن معرض الكتاب يمنحنا كل عام انطباعا دقيقا عن الوضع الفكري والثقافي المشرّف للمرأة السعودية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن تقدّم نفسها كقاعدة لتمكين المرأة السعودية للقيام بدورها المجتمعي والوطني..وبالتالي لاجناح أن تخطو المرأة السعودية خطوة واحدة إلى الأمام وسيتكفل الزمن بالألف ميل.