عزة السبيعي

هناك في وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الحسابات التي يصنعها الطلاب في الغرب، لمساعدة زملائهم المبتعثين الأحدث، معظمها إن لم يكن كلها، إرشادات من أصحاب تجارب لم تنضج.


قضايا مثل العلاقة بين مبتعث شاب من بلاد الحرمين قادم للتو، وفي حالات كثيرة أقصى نقطة سافر إليها مكة والمدينة، وهم كثر تستدعي واجبا كبيرا تم إهماله بشكل يثير الدهشة، خاصة أنك منذ اللحظة التي تهبط فيها في مطار الدولة المستضيفة يلتفت إليك سائق التاكسي وهو يقول مرحبا بك يا أخي، وهذه «الأخوة» ليست بريئة تماما، نعم هناك نسبة من المسلمين الذين يفرحون بالسعودي فرحهم برؤية الكعبة، لكن أيضا هناك نسبة أكبر لا تراك إلا مشروع نصب كبيرا أو هدفا لإيذاء سمعة بلدك في الدولة المستضيفة.
لكن تلك الشاعرية في المخاطبة وبث الشعور بالتحالف وإنقاذ مشاعرك من الإحساس بالغربة تخدعك، وأظن بلا استثناء كل المبتعثين لديهم تجربة مع هؤلاء انتهت بقضايا تتفاوت في الحجم والخسارة.
تقدم الملحقيات خدمة الإرشاد بعد الحدث، وأقصد أنه لا أحد يسمع عنهم إلا بعد أن تحصل قضية كبيرة فيتم إرسال سيل من الإرشادات التي ستحمي ضحية مستقبلية، بينما هم مشغولون مع 3 ضحايا لا ذنب لهم إلا تقاعس الملحقيات عن أداء دورها في الإرشاد.
هذا الدور يجب أن يكون مستمرا طوال العام ومتواصلا عبر الإيميل، وعبر السؤال، وأن يكون المرشد سبق له العيش في بلد الابتعاث أو الدراسة وملما بالقوانين والمخاطر حتى يستطيع توقع ما يحدث، خاصة مع ظهور قانون جديد أو حدث كبير.. إلخ.
أحيانا يحدث أن يعلق طالب سعودي مع قضية ما فنعلم بها من الناس، بينما لابد أن يرسل للطالب تحذيرا بناء على تجربة هذا الطالب، كمثال إحدى الجامعات لم تمكن ستة طلاب سعوديين من إكمال الدكتوراه في سنة 2015 بعد أن سرقت من أعمارهم سنة ومبلغا وقدره، وفي سنة 2016 كان هناك ضحايا جدد لهذه الجامعة، وبدون أي تبرير منطقي، مما يطرح سؤالا لماذا لم يرسل لكل طالب قدم عرض دراسة فيها رسالة توضح تجربة من كانوا قبله؟ أو لماذا لم توقف الجامعة نفسها ما دامت لم تبرر سبب تعاملها مع الطلاب؟
إن ما ذكر أعلاه مجرد مثال بسيط على خلل كبير يتسع ويتسع دون رتق ممن يفترض أن يجنبوا الطالب هذه المعاناة والتي غالبا ما تحدث بسبب غياب الإرشاد.