مأمون نورالدين


يوم واحد يفصلنا عن اجتماع قادة العرب في وطننا الحبيب بضيافة القائد الريادي والدبلوماسي الأبرز في المنطقة جلالة الملك عبدالله الثاني. آمال عربية وأخرى أردنية تستبشر خيراً بمخرجات هذا الإجتماع غير العادي في دورته العادية الثامنة والعشرين، فقد أضحت الحاجة ماسّة لتعاون عربي فعلي يخرج عن الإطار الدبلوماسي المعهود ويُمأسس العمل العربي كما نادى جلالة سيدنا مراراً، لنكون قادرين على ترجمة القرارات إلى خطط عمل ومن ثم تنفيذ فنتائج.

المُتابع لسياسة جلالة الملك وصولاته وجولاته عربياً ودولياً يعلم أن اجتماع قمّة عمّان ليس تحصيلا حاصلا أو إستحقاقا روتينيا، فهذا الإجتماع قد أخذ حيزاً في أجندة أعمال جلالته منذ اللحظة التي وجّه بها لإستضافة المؤتمر عندما اعتذر اليمن الشقيق بسبب ظروفه، إنطلاقاً من وعي جلالته لضرورة توحيد الصف العربي وصنع القرار العربي ذي النتائج الملموسة. ففي المنطقة تحديّات لا بدّ لها أن تجد حلاً وهنالك شعوب عربية بحاجة لمن يرعى مصالحها ويقيها شرّ ما تتعرض اليه من مآسٍ. وأذكّر هنا بما جاء في خطاب الملك في قمّة عمّان ٢٠٠١ حين قال “إن التحديات التي تواجهها أمتنا، والتحولات التاريخية، التي يشهدها العالم من حولنا، تجعل من العسير، إن لم يكن من المستحيل، على أي قطر من أقطارنا، أن يتصدى لها منفرداً”. كلمات تلخص توجّه جلالته منذ ذلك الحين فهو أبرز من دعا إلى التضامن والتكافل العربي وخير من أخلص للأمة قولاً وعملاً.

دأب الأردن على أن يضع على جدول أعمال قمّة العرب بنوداً وقضايا تؤرق شعوباً ودولا وأبرزها القضية الفلسطينية التي هي دوماً أولوية بالنسبة للأردن والهاشميين عدا عن مركزيتها بالنسبة للعرب أجمعين. ويتلوها بالأهمية الأزمة السورية وبالأخص أزمة اللجوء السوري فهي بحدّ ذاتها تحمل في طيّاتها جوانب متشعبة إنسانياً وإجتماعياً وأمنياً وإقتصادياً وسياسياً تلقي بظلالها على الشعب المهجّر ودول الجوار والدول المستضيفة للاجئين في آنٍ واحد. دور الأردن ومثل السياسة المتبعة من قبل جلالة الملك لا يقف عند إدراج القضايا على جدول أعمال القمّة بل يحرص دوماً على ألّا يطرح قضايا إلّا ويضع مقابلها مقترحات حلول ومبادرات أملاً بأن تحصل على إجماع عربي وتتحول إلى خطط عمل مشتركة. وهنا القيمة المضافة والأمل المعقود في اجتماع الأربعاء (29 آذار 2017) القادم لعلّنا نسمع ما يطمئننا ويبشّرنا بإشراق شمس العروبة من جديد.

كل أمنيات التوفيق لنجاح القمّة العربية وأهلاً وسهلاً بزعماء العرب في بلدهم الثاني الأردن.