محمد سالم البلهان 

تناقلت وكالات الأنباء وصحفنا العربية والمحلية فظاعة مجازر غارات الطيران الحربي الأجنبي التي استهدفت تدمير ملاجئ المحتمين بها من سكان مدينة «الموصل».. وذهب ضحيتها المئات من الضحايا الأبرياء بين أطفال ونساء. ولم تقف هذه الاعتداءات البشعة عند الموصل، بل طالت بقساوتها عدة مدن ومناطق عربية أخرى أدت إلى المزيد من التخريب والبشاعة، كما حصل لــ«شامنا» العزيز الذي تعرّض لقنابل أشد فتكاً وقساوة (القنابل الكيماوية) والتي لا تفرّق بين الكبير والصغير أو العاجز والسوي. أسلحة أجنبية فتاكة تجرب في أجساد وصدور أبناء هذه الأمة المنكوبة لا لسبب معيّن سوى أطماع الطامعين والمصالح الأجنبية الظالمة.


ومن المؤسف حقّاً أن إعلامنا العربي الذي تدار معظم وسائله بإدارة حكومية يعيش في صمت غير مكترث بما يجري، في الوقت الذي يجب عليه أن يكون المرآة التي تعكس حقيقة الأحداث، وأن يقوم بدور الدليل الذي يوضح للجميع الأساس والدوافع التي أدت إلى تدمير هذه الأمة وذبح أبنائها، لا أن يكون غير مبالٍ، وأن يحترم الأم الثكلى والأب الكئيب اللذين فقدا أبناءهما، والزوجة التي فقدت أبناءها وزوجها نتيجة تلك الغارات، وألا يعرض علينا بعد الأخبار مباشرة الأفلام الترفيهية والأغاني العاطفية.
ومن جانب آخر، وللأسف الشديد لم نجد أي صدى يذكر لدى شعوب العالم استنكارا لهذه المجازر التي تحصد يوميا المئات من أرواح أبناء الأمة العربية المنكوبة على أمرها!
ولو قُدر للمرء أن يتخيّل (وهذا لن يحصل أبداً) أن الطيران العربي تعرض أو اعتدى حتى ولو كان بطريق الخطأ على أي بقعة في دول العالم فهل تجد هذا الصمت العالمي وعدم الاحتجاج واللامبالاة بالنسبة إلى ما يقع من قتل وحروب في بلداننا؟.. ولكن، بالعكس لوجدنا الدنيا كلها تقوم وتقعد، وأن أصوات شعوب العالم وليس حكومتها فقط تهدّد بالويل والثبور ولوجدنا أن جميع الأمم تجند ما لديها من إمكانات للدفاع عن تلك الأرض المعتدى عليها عربياً، ولدكت الأرض العربية دكّاً، وإبادة ما عليها من سكان.
نعم، هذا ما سيحصل، أما أن تتعرّض الدول العربية وشعوب الأمة العربية للقتل والفتك والاضطهاد فهذا شيء لا يهم أمم العالم.. لماذا هذا التجاهل؟.. علمه عند الله!