مرسى عطا الله

كلنا يكتب ما يحلو له من اجتهادات ورؤى وتحليلات بشأن جميع الحوادث الجارية وبينها أحداث مفصلية قد لا تتوافر بشأنها معلومات دقيقة وموثقة يمكن الاستناد إليها ولكن تظل مهمة الكاتب أن يواصل الاتصال بقرائه وأن يعوض غياب الوقائع المؤكدة بحسن القراءة للأجواء المحيطة بأى حدث والتى لا تمثل فقط جزءا من الحدث وإنما هى تؤثر فيه بشكل أو بآخر.

وعندما نتحدث مثلا عن قمة السيسى وسلمان فى الرياض وما جرى فى الكواليس وداخل اللقاءات المغلقة لا يمكن لنا أن نتجاهل أن زيارة الرئيس المصرى للمملكة الشقيقة كان الكثيرون حتى أسابيع قليلة مضت ينظرون إليها باعتبارها حلما عسيرا على التحقيق... وإذن فإن مجرد انعقاد القمة يمثل إنجازا لا يقل أهمية عما تمخضت عنه من نتائج.

أتحدث استنادا إلى مصادر عليمة ورصينة تتفق معى فى أن قمة الرياض لم يكن بالإمكان أن تتأجل أكثر من ذلك مع استمرار تدهور الأوضاع فى العديد من بؤر الصراع والاقتتال على امتداد الساحة العربية التى تحولت إلى براميل متفجرة تحصد الأرواح وتدمر المبانى وتحرق الأخضر واليابس... وإزاء مثل هذه المشاهد المخيفة والمرعبة لا يمكن للقاهرة والرياض أن يكتفيا بالمشاهدة ومصمصة الشفاة وإنما تفرض عليهما المسئولية القومية ضرورة التحرك والتعامل لإطفاء هذه النيران المشتعلة... وهنا يمكن القول بأن انعقاد القمة لم يكن فقط حدثا مهما ومفاجأة طيبة وإنما عكس شجاعة مذهلة للزعيمين فى اتخاذ القرار بانعقاد القمة والقفز فوق أى خلافات أو حساسيات هامشية معتادة فى علاقات الدول ببعضها البعض!

الحديث عن قمة الرياض يحتاج إلى سؤال واجتهاد فى الإجابة عنه.. كيف كانت الصورة قبل انعقاد القمة وماهى الصورة المنتظرة غدا.. وظنى أن الأيام وحدها هى التى ستحدد الإجابة إزاء مشهد عربى وإقليمى بلغ ذروة الخطر الذى لا خطر بعده!

خير الكلام:

>> إذا الحمل الثقيل تلقفته أكف القوم هان على الرقاب!