ريهام مازن

يعتبر إيمانويل ماكرون أصغر الطامحين إلى الرئاسة الفرنسية، والأوفر حظاً ليصبح أصغر رئيس لفرنسا. ويبلغ ماكرون من العمر 39 عاماً.. وشغل سابقا منصب وزير الاقتصاد في إحدى حكومات الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند.. وبات يشكل ظاهرة سياسية حقيقية في فرنسا.

يقود ماكرون حركة (إلى الأمام)، وهي حركة أنشأها قبل عام من خلال 4000 شاب من مناصريه الذين التحقوا به عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسماهم "السائرين"، إذ سار هؤلاء في شوارع القرى والمدن وأجروا 100 ألف مقابلة مع الناس العاديين.
خضعت نتائج هذه المقابلات لأحدث تقنيات الـ"بيج داتا" والإحصاءات، وعلى أساسها بنى ماكرون برنامجه الانتخابي، وبالتالي وصول ماكرون إلى الحكم هو انتصار لدينامكية سياسية جديدة تماما.

ماكرون يقدم نفسه على أنه خارج الأحزاب، إلا أنه حصل على دعم بعض أبرز الشخصيات في اليمين واليسار، حتى إن كثيرين يعتقدون بأن هولاند يدعمه سراً.

ماكرون هو مرشح "التمسك بأوروبا" في زمن البركسيت (Britain Exit) "أي خروج إنجلترا من الإتحاد الأوروبي".. وتصاعد المشاعر القومية عبر العالم الغربي.. كما أنه يرفض، كما يقول، وضع الفرنسيين المسلمين "في مواجهة مع الجمهورية".

إلا أن هذا الشاب الجذاب الذي قاد حملة هوليودية، يتهمه مناوئون بأن برنامجه يسعى لإرضاء أكبر عدد من الناس ليس إلا، وبأنه لن يكون قادرا على الحكم لأن النظام السياسي في فرنسا يبقى برلمانياً، والبرلمان يبقى تحت سيطرة الأحزاب.. أما حليفه الأكبر بحسب هؤلاء فهو الحظ.

المرأة التي يتوقع محللون بأن تصبح "الفرنسية الأولى" من باب توقعهم فوز زوجها إيمانويل ماكرون بالرئاسة في الدورة الثانية بعد أسبوعين، تكبر من اقترنت به قبل 10 أعوام، بأكثر من 25 سنة، فعمره 39 وعمرها 64 عاماً، وهي جدة لسبعة أحفاد من 3 أبناء أنجبتهم من زوج سابق، أحدهم يكبر ماكرون بعامين، الذي كان تلميذها في صف بمدرسة اشتغلت فيها معلّمة.

والمرأة المقبلة على السكن في قصر Élysée الرئاسي بباريس، إذا ما فاز ماكرون، المرشح عن حركة "إلى الأمام"، ولدت باسم Brigitte Trogneux كأصغر 7 أبناء أنجبتهم والدتها لأبيها الذي توفي في 1994 وتلته الأم بالوفاة بعد 4 سنوات، ثم عملت صغيرة العائلة معلًمة في مدرسة ثانوية بمدينة ولد ماكرون فيها، وقد أبصرت في Amiens، النور وتبعد البلدة التي تقع في منطقة بيكاردي بأقصى الشمال الفرنسي، 120 كيلومتراً عن باريس، وفي "أميان" بالمدرسة، عشق المراهق ماكرون، وبالكاد عمره 15 سنة، معلمته من أول نظرة، ووقع بحبها ولهاناً، بلا مقدمات، وكان زميل ابنتها في الصف.

ولم ترق الأمور لعائلته، فحاول والداه في البداية إبعاده عن معلمة الأدب الفرنسي، لشعورهما "أن هذه العلاقة غير طبيعية وملائمة" بحسب الوارد في كتاب Emmanuel Macron: A Perfect Young Man الخاص بسيرة المحتمل فوزه بالرئاسة الفرنسية، لكن المحاولات معه لم تفلح، فاستخدما الحيلة لفك الارتباط بين الاثنين "وأرسلاه إلى باريس لإنهاء السنة الأخيرة من دراسته" وفقاً للكتاب أيضاً.

إلا أن ماكرون وبريجيت "المعتادة على ارتداء الأحدث في عالم الموضة" بقيا معاً بعد تخرجه، ثم فاجأت هي الجميع وطلقت زوجها André Auzière الأب لأبنائها الثلاثة: المهندس سباستيان، البالغ 41 سنة، وطبيبة الأمراض القلبية لورانس (40) إضافة لمن عمرها 33 عاماً، وهي المحامية تيفاني، الأم لابنين، والمشرفة على الحملة الانتخابية لماكرون الذي اتفق ووالدتها حين الزواج بها بعد 20 شهراً من طلاقها، أن لا يسعيا إلى إنجاب أبناء، فاكتفت بأبنائها من الزوج الأول، وهكذا أصبح جداً لمن ليسوا أحفاده!!

من قلبي: تُرى هل يصل إيمانويل وبريجيت ماكرون لقصر الإليزيه في آخر جولة بينه وبين المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان يوم 7 مايو.. الشواهد والحظ يقول لماكرون: نعم، أنت رئيس فرنسا القادم، فهو الأوفر حظاً ودعماً من قبل الشعب والمحيطين.. وسننتظر حتى نرى، ما يهمنا من كل ذلك، هو توجهاته لمصر وأجندته في التعامل معنا.. وبعدها سنبارك له من كل قلبنا دخوله قصر الإليزيه وندعوه أيضاً لزيارة مصرنا الحبيبة!