مشاري الذايدي 

«اليوم نبدأ فصلا جديدا في الشراكة مع السعودية». هكذا علق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من الرياض، مشاركا في أعمال القمة الإسلامية مع قادة 55 دولة مسلمة.
قبل ذلك كانت القمة السعودية الأميركية التاريخية، وأيضا القمة الأميركية الخليجية، وبلا ريب كانت اللحظة الخاصة بالنسبة لترمب هي لحظة تحدثه أمام قادة المسلمين، عن عزمه على التعاون مع الأمة الإسلامية لمحاربة قوى الشر والإرهاب.
ترمب، شارحاً مغزى المكان الذي بنيت فيه أعمدة التحالف الجديد، قال: «مسيرة السلام تبدأ هنا من هذه الأرض المقدسة»، مشيراً إلى أن «السعودية وطن لأقدس الأماكن».
اصطحب خادم الحرمين الشريفين ضيفه الكبير ترمب، يوم أمس، ومعه زعماء عرب ومسلمون مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لافتتاح مركز «اعتدال»، وهدفه مكافحة «التطرف» وليس الإرهاب فقط، وهذه خطوة عظيمة على مستوى العالم، وبالغة الدلالة أن تنطلق من الرياض، ترمب استشعر الأمر فوصف تدشين مركز مكافحة التطرف بـ«الخطوة التاريخية».
الملك سلمان في كلمته أمام القمة الأميركية الإسلامية، قال بوضوح: «سنتعاون في القضاء على الإرهاب بكل صوره، وبعض المنتسبين للإسلام يشوهون الدين».
اللفتة الجميلة التي وجهها خادم الحرمين كانت للأمة الإيرانية حين قال: «لا نأخذ الشعب الإيراني بجرائم نظامه». ومشدداً على أنه لا فرق بين جماعة القاعدة وجماعة الحوثي مثلا.
يوم له ما بعده، و«العزم» الذي كان شعار القمم كلها هو عزم متعدد الاتجاهات، خارجياً وداخلياً، وكما أن رسالة الرياض واضحة الحروف للجمهورية الخمينية، ينبغي كذلك أن تكون وصلت بنفس الوضوح لأم الجماعات الأصولية جماعة الإخوان المسلمين، وما يتفرع عنها، وهي رسالة يبدو أنه لم تسرّ أفئدة الإخوان الخلّص، فغمزوا وهمزوا ولمزوا.
داخل السعودية، مهد الإسلام، وحاضنة الحرمين بمكة والمدينة، وقبلة المسلمين، ونبع العرب، الرسالة خاصة، حيث إن العزم على مواجهة التطرف، سيكون حاضراً داخل البلاد أيضا.
من يناصر الظواهري أو البغدادي أو نصر الله أو الحوثي هو مدان ملاحق من قبل الدولة السعودية، حتى من يسوّغ لهم ويلتمس المعاذير لهم.
من يحرّض على المرأة، من يبلطج على الناس ويقتحم شؤونهم الخاصة باسم الحسبة، رغم وجود نظام معتمد لها بضوابطه، هو هدف للمحاسبة والعقاب.
من يروّج الإشاعات والأراجيف المصنوعة في ماكينة الدعايات الإخوانجية، خاصة بـ«واتساب» و«تويتر» هو أيضا مستهدف بالمكافحة، لأنه جزء من صناعة التطرف.
الوضوح والحزم والسرعة أفضل طريق للمواجهة والظفر. يعني بكلمة مباشرة على أنصار الإخوان والخمينية الحذر جيدا في قابل الأيام، داخل السعودية وخارجها. الدنيا غير!. .