أحمد الشميري (جدة)

كشفت تصريحات أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، علاقات وطيدة لقطر بالمتمردين الحوثيين، الذين بدأت علاقاتها بهم منتصف 2004، عبر تدخلها لإنقاذهم طيلة الحروب الست التي كانت تنتهي بهزيمتهم من قبل الجيش.

واقتصر دور قطر في اليمن على دعم الميليشيات المسلحة على حساب سلطة الدولة، سواء في صعدة أو في صنعاء، بعد فشلها في إنقاذ الحوثيين ومقتل زعيمهم حسين بدر الدين الحوثي في الحرب الأولى، لكنها وبإيعاز من إيران وحزب الله تدخلت للإفراج عن الأسرى الحوثيين من قبضة السلطات الشرعية آنذاك.

حاولت قطر في الحربين الثانية والثالثة التدخل مراراً، بناء على توجيهات من ملالي إيران وحزب الله، وتمكنت من تهدئة الأوضاع، ما زاد من قوة الميليشيات الانقلابية، ووجهت قطر قناة «الجزيرة» للعمل على تلميع القيادات الحوثية من خلال استضافتهم في برامجها، لاسيما اللقاءات التي كانت تجريها مع قيادات الحوثي في كهوف مران. 

وفي الحرب الرابعة ازدادت العلاقة بين قطر والحوثيين رسوخا، إذ تدخل وزير خارجية قطر حمد بن خليفة آل ثاني علنا في الأزمة بين الحوثيين ونظام صالح خلال زيارة توجه فيها إلى صنعاء في شهر مايو 2007، وتمكن خلالها من الضغط على المخلوع لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ في 16 يونيو من العام نفسه بعد احتضان الدوحة لتوقيع الاتفاق. 

وساهم تدخل قطر المستمر ودعمها للمتمردين الحوثيين في تعزيز قوتهم ونفوذهم في مواجهة قوة الدولة، لتوجه هذه الميليشيات أسلحتها إلى اليمنيين وتقتل الجنود ورجال الأمن، ما تسبب في اندلاع الحرب الخامسة التي شهدت تمدد الحوثيين إلى مديرية بني حشيش على بعد 10 كيلومترات شمال شرق العاصمة صنعاء، وفي هذه الحرب وجهت الحكومة القطرية اتصالاتها ووساطاتها لإجبار السلطات الشرعية آنذاك على إعلان وقف إطلاق النار أحادي الجانب في 17 يوليو 2008، في الوقت الذي استمرت فيه قطر في دعم الحوثيين بالمليارات تحت مبررات إعادة إعمار صعدة، لكن المتمردين استغلوا الأموال في تهريب السلاح وشراء الولاءات القبلية والحزبية.

وتمثلت المحاولة القطرية الكبرى في إنقاذ الحوثيين بعد شنهم الحرب السادسة ضد الشعب اليمني في صعدة عام 2009 التي شملت مخططاتها المدعومة إيرانياً الاعتداء على الحدود السعودية، واستمرت الحرب أشهراً عدة وانتهت بمبادرة قطرية تضمنت انسحاب ميليشيات الحوثي من محافظات: صعدة والجوف وعمران، مقابل إعطائهم صلاحيات أمنية لمحاربة الإرهاب في مأرب والجوف، رغم وجود نظام قائم ولديه أجهزة وقوات خاصة بمكافحة الإرهاب..

ويرى مراقبون يمنيون أن قطر لم تقدم أي دعم تنموي أو سياسي أو إعلامي للدولة طوال العقود الماضية وحتى بعد تسلم الرئيس هادي الحكم بل خصصت دعمها للميليشيات لوسائل تدمير الدولة، تنفيذاً لتوجهات إيران في المنطقة الهادفة لتصدير الثورات سواء في دعمها للحوثيين أو للإخوان المسلمين واحتضانهم، مشيرين إلى أن قطر تراجعت عن تسليم المنح التي التزمت بها والمقدرة بـ500 مليون دولار لحكومة باسندوة في عام 2013.