عبد السلام الثميري من الرياض

تثبت المواقف أن "حزب الله" الإرهابي أصبح تنظيما يقتات على المقاومة المزيفة، ويتاجر في الدم الإسلامي والعربي في سورية والعراق واليمن، كما كان سابقًا في فلسطين، بل أصبح تنظيمًا بلا عقيدة، تعتمد عناصر ميليشياته على المخدرات.

فعلى مدار أكثر من ثلاثة عقود منذ تأسيسه اعتمد تنظيم "حزب الشيطان" اللبناني الإرهابي على الطائفية كأساس ومنهج لوجوده وحركته على الأرض.

وسعى الحزب الإرهابي الطائفي إلى زرع الفتن في الدول العربية، وتحريك أتباعه، والتدخل في الشؤون الداخلية، حيث يعود ظهور اسم "حزب الله" في البحرين إلى يونيو 1996 حينما أعلن عن كشف مؤامرة انقلاب من مجموعة مدعومة من إيران تدعى "حزب الله البحرين"، وعلى إثر ذلك، سحبت البحرين سفيرها في إيران.

وبعد أحداث 2011 أعلنت السلطات البحرينية عن خلية إرهابية قامت بعدة عمليات إرهابية متفرقة، فأعلنت البحرين أن الأدلة تثبت أنهم دربوا خارج البحرين وأن بصمات حزب الله واضحة تماما.

وفي العراق، يعود تدخل "حزب الله" إلى 2003 حيث لعب الحزب دورا في تدريب بعض مقاتلي الشيعة، وتحريضهم على العراقيين السنة حتى وقتنا الحالي.

وشارك "حزب الشيطان" كما يلقبه الشعب السوري منذ بداية الصراع في سورية عام 2011 في عدد من المعارك إلى جانب قوات النظام السوري، حيث صعد الحزب وجوده على الأرض بشكل كبير، وكانت معركة "القصير" التي لعبت فيها عناصر الحزب الدور الأكبر لحسمها، بمنزلة الإعلان الرسمي لدخول الحزب كطرف فاعل في الصراع، وتشارك ميليشيات حزب الله بشكل فعال في أغلب المعارك التي تجري على الأرض السورية، ولعل المعركة الدائرة حاليا في مدينة حلب دليل آخر على استمرار الحزب في منهجه الطائفي.

وفى عام 2013 نشر تقرير دولي لمجلس حقوق الإنسان تحدث عن تورط الحزب في الصراع السوري على أساس طائفي، وتجاوز عدد قتلى حزب الله في سورية 1000 شخص.

ولم يقتصر تدخل الحزب على هذه الدول فقط، بل لهم تدخل في اليمن، حيث اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إيران وحزب الله بتدريب الحوثيين عسكريا منذ 1994.

ولم تسلم دولة الكويت من تدخل الحزب في شؤونها الداخلية، حيث أعلنت وزارة الداخلية الكويتية ضبط أعضاء في خلية إرهابية تابعة لـ"حزب الله" ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات في مزارع منطقة العبدلي في عام 2015.

وكشفت التحقيقات في القضية تورط حزب الله في الكويت، حيث إن الحزب سعى لإنشاء الخلية في غضون عام 2009، عن طريق المتهم السادس في القضية الذي حضر معسكرات الحزب، للتزود ببعض المعلومات بشأن استعدادات الكويت في حالة ضرب إسرائيل المفاعل النووي الإيراني، إضافة إلى بعض أسرار الجيش الكويتي.

ويرى الكاتب الأمريكي الدكتور ماثيو ليفيت مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في كتابه "فيما يتجاوز التقارب: عالم بلا نظام"، أنه لم يعد من الممكن اعتبار حزب الله أداة إيرانية ومنظمة إرهابية فحسب، بل أصبح يشكل منظمة إرهابية قاتلة على مستوى العالم، وشبكة معقدة للإجرام وغسل الأموال.

ورصد ليفيت في كتابه عديدا من الجرائم المتورط فيها الحزب الإرهابي، مشيرا إلى أنه في عام 2009، كشفت "مصلحة تنفيذ قوانين الهجرة والجمارك" الأمريكية عن سلسلة من المخططات الإجرامية لحزب الله في الولايات المتحدة، تراوحت بدءاً من أجهزة الكمبيوتر المحمولة المسروقة، وجوازات السفر، وأجهزة الألعاب، إلى بيع العملة المسروقة والمزورة، وشراء الأسلحة، ومجموعة واسعة من أنواع الدعم المادي الأخرى، ما يشير إلى المجموعة والحجم الواسع النطاق للأنشطة الإجرامية.

وأوضح الكاتب في كتابة أن الحزب الإرهابي يستخدم مجموعة متنوعة من الوسائل لجني الأموال النقدية، ونقلها، وإخفائها بمساعدة رجال مال وشركات إجرامية مختلفة تخفي مصادر تمويلها.