صلاح الجودر

مع انتهاء قمة الرياض الثلاثية التي جمعت ثلاث قمم في العاصمة السعودية اتضحت معالم المنطقة الجديدة، فقد استطاعت السعودية من حشد أكبر عدد من الدول لمحاربة الإرهاب بالمنطقة، وقد قال الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب (اليوم نبدأ فصلاً جديداً في الشراكة مع السعودية)، فقد استطاعت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من تنظيم ثلاث قمم في وقت، سعودية أمريكية، خليجية أمريكية، عربية إسلامية أمريكية، وقد شاركت 55 دولة إسلامية وعلى رأسها باكستان والأردن وتركيا ومصر والمغرب والدول الخليجية.


إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشقيقة السعودية لها مدلولات كبيرة، سواء على المستوى الأمريكي أو المستوى العربي، فهو اجتماع في أشرف بقاء الأرض، ومع قادة دول إسلامية، ولمحاربة آفة العصر (الإرهاب)، وهذا ما أشار إليه الرئيس الأمريكي حين قال: (مسيرة السلام تبدأ هنا من هذه الأرض المقدسة) فهو يعلم بأن قلوب المسلمين متجهة إلى هذه الأرض المباركة، وأن تأثير الشقيقة الكبرى السعودية كبير، لذا جاء إلى الرياض من أجل إعادة ترتيب الأوراق مع الدول العربية والإسلامية، خاصة وأن الفترة التي سبقت حكمه كانت فترة ضياع بوصلة العلاقات السياسية!!.
إن من أبرز محاور القمم الثلاث هي محاربة الإرهاب والتصدي للجماعات الإرهابية، وأبرزهم إيران وأتباعها في المنطقة مثل حزب الله اللبناني والحشد الشعبي وجماعة الحوثي، فالجميع يعلم بأن إيران قامت بتدمير الكثير من الدول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والكويت والمنطقة الشرقية، وهي أيدلوجية تدميرية تمارسها إيران ومليشياتها بالمنطقة.
لقد كانت قمة الرياض واضحة وضوح الشمس، فلا لبس فيها ولا غموض، فكانت الرسائل موجهة للنظام الإيراني، وليس للشعب الإيراني المغلوب على أمره، فالرسائل قد جاءت من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حين قال: (سنتعاون في القضاء على الإرهاب بكل صورة)، وهي عزيمة كل الدول المشاركة في المؤتمر، فالإرهاب في المنطقة ليس مقتصراً على تنظيم الدولة (داعش) ولكن كل الجماعات التي تتبنى الأعمال الإرهابية مثل حزب الله اللبناني وتنظيم القاعدة وجماعة الحوثي وغيرها المنتشرة اليوم في العراق وسوريا.
إن حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض والاستماع إلى الأطراف الرئيسية بالمنطقة، السعودية ودول الخليج والدول العربية والإسلامية، جميعها تؤكد على أن هناك سياسة أمريكية جديدة تختلف عن سلفه في البيت الأبيض، بلا شك أن هناك صفقات عسكرية واتفاقيات اقتصادية، ولكن تبقى المصالح بين الدول في مقدمة التعاون، فرغم ما قيل عن الرئيس الأمريكي الجديد من تهوره في السياسة، وعدم معرفته بقواعد اللعبة، إلا أن القمم الثلاث في الرياض قد كشفت له ولمستشاريه عن أهمية تعزيز العلاقة مع الدول العربية لمواجهة التكتل الذي تديره روسيا وإيران.
إن قمة الرياض قد أثارت حفيظة النظام الإيراني الذي يحاول التغلغل في الدول العربية من خلال مشروعه الطائفي فأوعز إلى أعوانه من المليشيات والأحزاب بالمنطقة العربية لعمل بروبغاندا إعلامية لتسقيط قمة الرياض وتوصياتها، فجاءت الرسائل النصية للهمز واللمز والسخرية، وتم اقطاع بعض الصور والأفلام للسخرية من القادة في القمة، بل جاءت وسائل الإعلام التابعة لحزب الله اللبناني للترويج عن ظهور (المهدي) في مكة المكرمة، كل ذلك لصرف الأنظار عن النجاحات التي حققتها قمة الرياض، والأيام ستكشف عن الخونة والمتآمرين الذين يعيشون بين ظهرانينا ويدعمون المشروع الإيراني التدميري بالمنطقة.