عبدالرحمن اللاحم

لا أخفيكم سرا بأنني أحترم كل قطري يستميت بالدفاع عن دولته في ظل الأزمة الحالية حتى وإن وجدت الكثير منهم يدخل على حسابي في تويتر ويستخدم لغة عنيفة في بعض الأحيان إلا أنه يمارس عملا طبيعيا وهو الدفاع عن وطنه كما يزعم وإن كان غالبية القطريين لا يتماهون مع سياسة نظامهم الحاكم ومغامراته المراهقة وغير المحسوبة؛ لأن غالبية القطريين يعلمون جيدا أن لا مصلحة لهم ولا لدولتهم في معاداة السعودية ودول الخليج التي هي أقرب إليهم من عدو فارسي فاشي لا تربطهم به أية روابط ثقافية ولا اجتماعية ولا جغرافية. إلا أنني في نفس الوقت لا أملك إلا أن أمقت أولئك السعوديين الذين أصبحوا قطريين أكثر من القطريين أنفسهم وخذلوا وطنهم وطعنوه في خاصرته وشنعوا على الوطنيين الشرفاء من أجل أنهم تصدوا لتصريحات أمير قطر العدائية تجاه وطنهم ولم يتركوا مفردة في قاموس الشتائم إلا واستخدموها وقاتلوا بكل ما أوتوا من قوة من أجل تسويق أكذوبة الاختراق وبعد أن تلاشت وثبتت السياسة العدائية التآمرية لحاكم قطر عادوا أدراجهم لحساباتهم ونظفوها من ذلك العار والدنس، متخيلين أن مواقفهم لم ترصد أو توثق كعادتهم دائما في كل قضية تمس أمن الوطن لم يسعهم السكوت إذا لم ينالوا شرف الدفاع بل كانوا خنجرا مسموما غادرا، ولنا في قضية (فكوا العاني) خير مثال، حيث دافعوا عن القتلة و الإرهابيين وألبسوهم وشاح النضال السياسي حتى تكشف الملف وعرف من وراءه وخرج بعض أولئك الإرهابيين ليفجروا ويقتلوا ويعوثوا في هذا البلد فسادا ولم يخجل أولئك القوم أو يعتذروا بل ساروا في الطريق ذاتها وها هم اليوم يصطفون في الطرف المقابل لوطنهم دون خجل أو حياء.

ما فعلوه مع قطر فعلوه مع تركيا أيام الانقلاب وقلبوا حساباتهم جبهة حمراء للدفاع عن الرئيس أردوغان وزينوا حساباتهم بصوره وصور العلم التركي وبرروا حملات الاعتقالات التي قام بها النظام التركي بعد الانقلاب ولم يتحدثوا يومها عن الحكمة ولا عن اللحمة الوطنية ولا عن رأب الصدع كما هي لافتاتهم اليوم مع تصريحات أمير قطر العدائية، وهذا الطابور الخامس سيستمر ويتنامى ما لم يقف في وجهه (القانون) والمؤسسات القضائية، لأن الحكماء قديما قالوا (من أمن العقوبة، أساء الأدب).