في وقت يستميت فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الدفاع عن الدوحة، جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني الاتصال بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، في حين يسود القلق الشارع القطري من التطورات المحتملة للأزمة مع الدول العربية المطالبة بوقف دعم الإرهاب.


وجاء الاتصال، غير المفاجئ، بالتزامن مع إعلان الإدارة الأمريكية أن الدوحة بدأت تدرس مطالب الدول العربية الأربع، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، وهي المطالب التي سربها الإعلام القطري لضرب الوساطة الكويتية. وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فقد أكد الرئيس حسن روحاني، أمس الأحد، أن بلاده تريد توثيق العلاقات مع قطر، مضيفاً أن سياسة طهران تقضي بتطوير متزايد للعلاقات مع الدوحة. كما أكد أن «طهران تقف إلى جانب شعب وحكومة قطر». وهذا هو الاتصال الثاني بين روحاني وتميم منذ بدء الأزمة الشهر الماضي. وفي دليل جديد على احتلال إيران موقعاً جديداً في الدوحة، قال روحاني، إن «دعم اقتصاد قطر وتطوير العلاقات، خصوصاً في القطاع الخاص في البلدين، قد يكونان هدفين مشتركين»، لافتاً إلى أن المجالات الجوية والبحرية والبرية الإيرانية ستبقى على الدوام مفتوحة أمام قطر، «البلد الشقيق والجار». وقد رحب الإعلام القطري بهذا الاتصال، بينما يسود كثير من الهواجس أوساطاً قطرية من مغبة هذا التقارب «الحميم» بين حكام الدوحة والنظام الإيراني.
وقالت تقارير من الدوحة، إن هناك جدلاً يحتد داخل الأسرة الحاكمة حول التقارب مع إيران، والخشية من هذه المغامرات غير المحسوبة، ويذهب قطاع عريض من القطريين إلى الخشية من أن يؤدي التقارب مع طهران إلى سقوطها تحت النفوذ الإيراني، شأنها شأن عواصم عربية أخرى، ولذلك يرى مراقبون أنه «ليس من مصلحة قطر الوقوف أمام الدول العربية، كما أنه ليس من مصلحتها التحالف مع إيران». 
وفي هذا السياق، أشارت قناة «راي نيوز» الإيطالية، أمس، إلى أن تحالف قطر وإيران أكبر الأزمات التي قد تواجه المنطقة. وأضافت القناة الإيطالية، أن تعنت قطر أمر غير مفهوم، وعليها إدراك حجمها الصغير وموقعها الجغرافي، ما يجعلها معزولة تماماً، فتعنتها أمام باقي الدول العربية لن يصبّ في مصلحتها في النهاية، خاصة أن إيران لن تبحث إلا عن مصالحها.
من جانب آخر، ظل موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ اندلاع الأزمة الخليجية مع قطر مسانداً وداعماً للدوحة، وتشير كل مواقفه وأفعاله إلى مساندة قطر في دعمها لجماعة «الإخوان المسلمين» والمنظمات الإرهابية، وأمس الأحد كشف عن تدخله السافر في شؤون دول المنطقة، ومناصرته لقطر في الدور التخريبي الذي تقوم به في المنطقة، وأعلن ترحيبه علناً برفضها للائحة المطالب الصادرة عن الدول الأربع المقاطعة لها، زاعماً أنها «مخالفة للقانون الدولي».
وفي واشنطن، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أمس الأحد، أن قطر بدأت مراجعة قائمة المطالب التي قدمتها الدول المقاطعة للدوحة.
وقالت الخارجية الأمريكية: «إن هناك مجالات مهمة تضع أساساً لحوار يؤدي لحل الأزمة»، كما دعت جميع الدول إلى «مواصلة الحوار وتخفيف لهجة الخطاب للمساعدة في تخفيف التوترات».