صالح الشيحي

أي عمل أو سلوك يهدف ويسعى إلى ترويع فرد أو مجموعة لغايات معينة هو «إرهاب».
وتحت هذا التعريف يضع كثيرون -دول وأفراد- ما يعتقدونه إرهابا تجب محاربته.
شخصيا، أصنف السلوك التالي إرهابا تجب محاربته، إذ شاهدت مقطع فيديو قبل أيام لشخص متهور -لا أعرف حالته النفسية أو العقلية- يقود سيارته في الطريق المعاكس بسرعة عالية جدا -200 كلم في الساعة- كنت طوال المقطع مشدود الأعصاب، أبعدت شاشة الهاتف عني قليلا، انتظرت حدوث كارثة، اصطدامه بإحدى السيارات القادمة، لكنه لطف الله -«وكم لله من لطف خفي»- اشتعلت النار في سيارته واحترقت.
هذا الفعل سلوك إرهابي بامتياز، بل إنني أستطيع وصف الفاعل بأنه «الإرهابي رقم واحد»، ولو كنت في مكان قيادة أمنية لأصدرت التعليمات بإعطاب مركبته، أو إيقافها، حتى لو وصل الأمر إلى إطلاق النار على المركبة.
لا أعرف مصير الفاعل. الحادثة في منطقة القصيم، والمنتظر من إمارة القصيم الموقرة إطلاع المجتمع على تفاصيل هذا العمل الإرهابي، والحكم الشرعي الذي ناله.
يسير الإنسان برفقة عائلته وأطفاله في الطريق آمنا، وتنتهي حياتهم بالاصطدام بمركبة يقودها شخص انتحاري بكل هذه البساطة. إن لم يكن هذا السلوك إرهابا، فما الإرهاب؟!
أظن خلال الأشهر الماضية -من واقع مشاهدات يومية في شوارع بلادي- انخفضت نسبة المخالفات المرورية إلى حد كبير. تغليظ العقوبات والغرامات والمحاكمات هو الحل الوحيد للقضاء على هذه السلوكيات التي باتت تهدد حياة الأبرياء. النقطة الوحيدة التي تدعم هذه العقوبات هو رفض قبول الشفاعات فيها. 
انتقد الناس مدير إحدى إدارات المرور. سألت عن السبب فقيل: «ما يقدّر واسطة أحد، رجل معقد»!
قلت، وأقول اليوم: التناقضات التي نحملها هي السبب. نريد النظام ونطالب به، ونشتم في الوقت نفسه من يطبقه على أبنائنا وأبناء أصدقائنا!
لكل رجل مرور في بلادي أقول: أنْ يغضب عليك الناس لأنك تحافظ على أرواح الأبرياء، خيرٌ لك من أن يمتدحوك لأنك تمزق النظام. 
وللمتناقضين أقول: إنْ كان من يطبق النظام المروري ويرفض الواسطة رفضا قاطعا هو شخص معقد، فاللهم كثّر المعقّدين من رجال المرور!
الخلاصة: واجهوا هؤلاء الإرهابيين قبل أن يواجهوكم في أحد التقاطعات!.