أبها 

كشف تقرير مطول أعدته شبكة «Bloomberg» الأميركية، عن أهمية المهاجرين القادمين من دول شرق أوسطية إلى الولايات المتحدة، ومشاركتهم في تحقيق الإنجازات العلمية والتقنية لصالح البلاد، مستشهدا بعالمة الرياضيات الإيرانية الأصل مريم ميرزاخاني التي توفيت عن عمر يناهز الـ40 عاما بسبب سرطان الثدي.


وأشار التقرير إلى أن الأميركيين في العادة يؤيدون الهجرة، إلا أن المهاجرين القادمين من دول شرق أوسطية، بات ينظر إليهم بنظرة سلبية في السنوات الماضية مقارنة بالبلدان الأخرى، وذلك بنسبة 2 إلى كل فرد.
وأوضح التقرير أن الأسوأ من ذلك القرارات التنفيذية والوعود التي تبناها الرئيس دونالد ترمب بمنعه هجرة المسلمين إلى بلاده، لافتا إلى أن هذا الخوف قد يعود إلى الأحداث الإرهابية الأليمة التي شهدتها الولايات المتحدة عام 2001، وحروب الشرق الأوسط الأهلية، والإرهاب باسم الإسلام في أوروبا وظهور التنظيمات المتشددة الأخرى.

مخاوف سابقة
أردف التقرير أن مثل هذه المخاوف تماثل نظيراتها من الهجرة الكاثوليكية التي حدثت في القرن الـ19، حين حذر بعض النشطاء آنذاك من توافد المهاجرين الكاثوليكيين من إيرلندا وألمانيا إلى أميركا بحجة تهديد الحياة الأميركية، إلا أن كل هذه المخاوف تبددت وأصبح المهاجرون جزءا رئيسيا من الاقتصاد والمجتمع الأميركي.

دخل المهاجرين
بحسب استطلاع أجرته الشبكة الأميركية، فإن دخل المسلمين الأميركيين مشابه إلى حد كبير مع الأميركان المسيحيين، ويعتبر دخلا متوسطا بالنسبة للمواطن الأميركي، لافتا إلى أن الأميركان من أصول عراقية عادةً ما يكونون أكثر فقرًا مقارنة بأغلبية الباقين، وقد يكون ذلك عاكسًا لأعداد لاجئي الحرب الهاربين بسبب غزو الولايات المتحدة لدولتهم.
وأضاف التقرير «بشكل عام، فإن المهاجرين الشرق أوسطيين يتطورون ويتحسنون، و السبب في ذلك هو أن الشرق الأوسط مثل آسيا وإفريقيا، عادة ما يتم إرسال أفرادها المتميزين والأفضل تعليما إلى الولايات المتحدة».

نماذج أخرى
أشار التقرير إلى أن مريم ليست أنموذجا فريدا لوحدها من بين المهاجرين، حيث يوجد العديد من المبدعين المهاجرين في القطاعات العامة الأميركية، على غرار مؤسس شركة Apple ستيف جوبز وهو من أصل سوري، والمؤسس المشارك لشركة «دروب بوكس» الإيراني الأصل أراش فيردوزي، ومؤسس إحدى لعب الأطفال المصري الأصل آلين آدهم وغيرهم.
وأضاف التقرير «برع الشرق أوسطيون في أمور علمية أخرى، حيث نجح الإيراني الأصل نيما أركاني حامد في جامعة برنستون ليصبح أحد أهم المنظرين الرئيسيين في الدولة، والكيميائي اللبناني الأصل إلياس خوري الحاصل على جائزة نوبل، وخبير الاقتصاد الأميركي من أصل تركي دارون أسيموجلو».

خطط الإدماج
خلص التقرير إلى أن الأميركيين ما يزالون يرون أن مواطني دول الشرق الأوسط قادمون من منطقة غير مألوفة لهم، إلا أن الأفواج المتعلمة والذكية القادمة من هناك، يمكنها الاندماج لتصبح جزءا من الأميركيين العاديين، مشيرا إلى أن المسلمين الأميركيين أصبحوا أكثر تحررا وعقلانية مثل سابقيهم من المسيحيين واليهود، ومؤكدا أن المجتمع الأميركي سيبقى أفضل من أوروبا في دمج الوافدين بالنسيج الاجتماعي، باعتبار أن الولايات المتحدة كانت دولة للمهاجرين منذ نشأتها.