بقيت المواقف السياسية اللبنانية تتفاعل مع عودة وزراء في الحكومة الى بيروت، بعدما شاركوا في معرض دمشق الدولي، وعقدوا لقاءات مع كبار مسؤولي نظام الرئيس بشار الاسد، وأطلقوا مواقف فيها تحد من شأنه ان يذكي نار السجالات، حيث اصروا على الصفة الرسمية لزياراتهم رغم عدم موافقة مجلس الوزراء،

كما اكد وزير الخارجية جبران باسيل الذي قال عبر «تويتر»: «عبّرنا عن الرغبة الاقتصادية بحضور معرض دمشق، امّا وقد عرض الموضوع على مجلس الوزراء من دون الموافقة، فلم يعد يصحّ الذهاب لأنّ مشاركتنا اردناها رسمية باسم لبنان». ومع انقسام القوى السياسية الى معسكرين: مع الزيارات وضدها، واستنفار فريق الرافضين لاستعادة اي تواصل مع النظام لا سيما المستقبل والقوات اللبنانية، حيّد التيار الوطني الحر نفسه وتمركز في موقع وسطي، فاصلا بين الموقفين الرسمي والحزبي، قالت اوساط حكومية ان ما جرى اثبت ان فريق حزب الله خسر رهانه على جرّ الرئاسة الى حيث يريد، وفقد افقه المسيحي الرئاسي وبرهنت خطوته هذه ان المؤسسات الرسمية الدستورية وتحديدا السلطة التنفيذية برأسيها الجمهوري والحكومي وبأغلبية اعضاء مجلس الوزراء مقفلة امام محاولاته. وجاء موقف التيار الوطني الحر ليثبّت قاعدة ان ما يقوم به وزراء فريق حزب الله شخصي غير قابل لتصريفه مؤسساتيا، ويدحض مزاعمهم ازاء صفة زياراتهم الرسمية. واكدت اوساط لوكالة المركزية ان الاتصالات مفتوحة على مصراعيها بين قيادتي «المستقبل» والقوات اللبنانية لمواجهة اي اصرار نتيجة طلب اقليمي على مضي هؤلاء الوزراء بخطواتهم الاستفزازية، وقررتا بالتكافل والتضامن من خلال التنسيق المستمر بينهما عدم تمرير اي خطوة من هذا النوع، واسقاطها بالطرق المناسبة لمنع اي محاولة لاعادة سوريا الى لبنان.ورأت مصادر مواكبة ان موقف التيار الوطني الحر يؤكد ان «التسوية» السياسية التي تحكم البلاد منذ انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية صامدة، وستتخطى «مطبّ» الزيارات الى سوريا.اما التطورات العسكرية في جرود القاع ورأس بعلبك فتراجعت وتيرتها من الجانب اللبناني، فيما مضى الجيش السوري ومقاتلو حزب الله في تضييق الخناق على مقاتلي تنظيم داعش على طول خطوط التماس في جرود الجراجير وقارة في الجانب السوري، بحسب ما اعلن الاعلام الحربي. ( بيروت- المركزية)