مشاري الذايدي

كتب الدبلوماسي المصري المخضرم، عمرو موسى، أولى مذكراته، وكان ما خرج منها حتى الآن مثيراً للجدل والمعارك الصحافية والسياسية.
الرجل بوصفه سفيراً ووزيراً وأميناً عاماً سابقاً للجامعة العربية، مطلع على كثير من أسرار المنطقة، وفي بعضها هو جزء من صناعة تلك الأحداث والأسرار نفسها.
لم يكتب هذه المذكرات بعد عقود من التقاعد، فقد ظلّ نشطاً فاعلاً حتى أحداث مصر الأخيرة الكبيرة، وقام على رئاسة لجنة الدستور الجديد بعد زوال حكمي مبارك و«الإخوان».
ما نُقل عن مذكراته هذه أغضب عليه البعض، خصوصاً الناصريين وربما الساداتيين، لكن غضب الناصريين، عادة، أكثر شراسة وضجيجاً!
غضبوا لأنه وصف الرئيس عبد الناصر بالديكتاتور الفردي الذي تسبب بأكبر كارثة سياسية تاريخية لمصر، هزيمة 1967، ورفض بشدة وصفها بالنكسة.
حرّك الجرح الناصري أكثر فتحدث عن أن عبد الناصر كانت تُجلَب له الأطعمة الخاصة بالريجيم من سويسرا، بحكم أن موسى كان في السفارة المصرية في بيرن حينها.
وصف مظاهرات التأييد الشعبي لعبد الناصر عقب خطاب التنحي بالمسرحية، وهنا ثارت غضبة الناصري الراسخ في ناصريته، سكرتير عبد الناصر نفسه، سامي شرف، وتحدى، عبر النائب مصطفى بكري، عمرو موسى، أن يثبت صحة كلامه.
حسب رصد الكاتب المصري علاء عبد الحافظ بصحيفة «المصري اليوم»، نورد هذه القطوف من مذكرات عمرو موسى الأخيرة، التي احتفل بتدشينها مع ثلة من رجال الدبلوماسية المصرية مثل أحمد أبو الغيط ومصطفى الفقي.
- السادات كان يعتبر نفسه أكبر من الدبلوماسية المصرية كلها.
- كانت المعلومات التي أفادتنا بها إحدى الجهات المصرية تقول إن لقاءات سرية تتم بين السوريين والإسرائيليين في العاصمة السويسرية بيرن.
- للتاريخ أقول إنه لولا الحركة المفاجئة والمباغتة التي أقدم عليها الرئيس مبارك بطرح القرار وسط الفوضى السائدة (التصويت على إدانة الغزو العراقي للكويت في القمة العربية الطارئة في أغسطس/ آب 1990)، ثم قيامه هو نفسه بعدّ الأصوات الموافقة والمعارضة، ثم إعلان النتيجة ورفع الجلسة، ما كان للقرار أن يصدر، ولنظّم أنصار الغزو العراقي أنفسهم ومنعوا صدوره.
لا نعلم هل تحدث السيد موسى عن دوره الحديث بالجامعة العربية، خصوصاً بعد مبادرة الشيخ زايد آل نهيان لإخراج صدام حسين من العراق بعد الاجتياح الأميركي 2003؟
أي فاعل سياسي عربي يكتب مذكراته للعلن، يُشكر بصراحة، في ظل هذه العتمة الكبيرة من الخرص والظنون.
ليت هذه العادة الحميدة تنتشر أكثر في الثقافة الخليجية... ننتظر قراءة «كتابيه» وهذا اسمه، لعمرو موسى بشغف.. «هاؤم اقرأوا كتابيه».