أيمن هلال 

التقط القطاع السياحي اللبناني أنفاسه خلال موسم الصيف، بعد سنوات من الأزمات السياسية والأمنية التي أثرت سلباً في القطاع وأدت إلى إفلاس عدد من المؤسسات السياحية والفنادق. ومن أبرز أسباب تدهور القطاع في السنوات الماضية المقاطعة الخليجية، والحرب السورية وإغلاق المنافذ البرية بين سورية والأردن، التي كان يأتي عبره عدد كبير من السياح.

واعتبر رئيس «اتحاد المؤسسات السياحية» نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر في مقابلة مع «الحياة»، أن «موسم الصيف كان مقبولاً نسبياً وأفضل من العام الماضي، إذ ارتفعت نسبة الإشغال في الفنادق بين 25 و30 في المئة والأسعار نحو 15 في المئة».

وفي الوقت ذاته، أكد ضرورة «المقارنة بعام 2010، لأنه من أفضل الأعوام سياحياً، حين زار لبنان 333 ألف خليجي وكان معدل إقامتهم 10 أيام، ما يعني3.3 مليون ليلة فندقية. أما الآن فغالبية السياح هم من العراق والأردن ومصر، وعددهم الإجمالي 300 ألف سائح، ولكن معدل إقامتهم لا يتجاوز 3 أيام أي نحو مليون ليلة فندقية، ما يعني أننا خسرنا نحو 2.3 مليون ليلة فندقية، وهذا يغير المعادلة في شكل جذري».

ومن أبرز مؤشرات انتعاش قطاع السياحة حركة الركاب الكثيفة في مطار بيروت، إذ ارتفع عدد الزوار في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي إلى نحو 5 ملايين، بينما سجل تموز (يوليو) رقماً قياسياً بلغ مليون راكب، بنمو فاق 9 في المئة مقارنة بالشهر ذاته من عام 2016.

بدوره، أوضح رئيس نقابة المؤسسات السياحية والسفر جان عبود، أن «الموسم كان جيداً وأفضل من العام الماضي، والحجوزات على الطائرات فاقت القدرة في بعض الأحيان، إذ زادت «طيران الإمارات» عدد طائرتها اليومية إلى بيروت نتيجة عدد المسافرين»، مشيراً إلى أن «الحجوزات في الفنادق تخطت 75 في المئة، مقارنة بنحو 55 في المئة العام الماضي، كما ازداد عدد السياح نحو 35 في المئة».

واعتبر أن «المؤشر الأهم كان ما يسمى نافذة الحجوزات وهي المدة التي تسبق الحجوزات، إذ اعتدنا منذ العام 2012 على أن تكون قبل أسبوع أو 10 أيام حداً أقصى، أما خلال الصيف فكانت تتم قبل 3 أو 4 أشهر، وهذا دليل على أن الاستقرار السياسي، بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، عزز ثقة السياح والمغتربين». وتوقع «ارتفاع الإيرادات السياحية من 6 بلايين دولار عام 2016، إلى 7.5 بليون هذه السنة».

ولفت نقيب أصحاب المؤسسات البحرية السياحية جان بيروتي، إلى أن «الموسم السياحي تأخر بسبب حلول شهر رمضان المبارك خلال حزيران (يونيو) الماضي، أي في بداية الصيف، لكن كانت الحركة السياحية ناشطة جداً خلال عيد الفطر، واستقبلنا نحو 7 آلاف سائح خليجي تراوحت مدة إقامتهم بين 7 و10 أيام، وبلغت نسبة الحجوزات في بعض الفنادق نحو 100 في المئة». وأعلن أن معدل الحجوزات الفندقية «نما نحو 7 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وبلغت مستويات مرتفعة جداً خلال عيد الأضحى مطلع الشهر الجاري».

وبعد مقاطعة خليجية للبنان استمرت سنوات، سُجلت عودة «مقبولة ولكن خجولة» بحسب خبراء في القطاع السياحي، فزار لبنان نحو 7 آلاف سائح خليجي غالبيتهم من الكويتيين والسعوديين، عاد بعضهم إلى منازل هجروها قبل سنوات في مناطق سياحية مثل بحمدون وبرمانا.

وشدد الأشقر على أن «الوضع الاقتصادي في لبنان لن يستقيم من دون دول الخليج وتحديداً السعودية، التي يشكل مواطنوها العمود الفقري لقطاع السياحة اللبناني، في ظل الأعداد الكبيرة للعائلات والقوة الشرائية الكبيرة التي تتمتع بها». وقال: «لن يتجاوز عدد السياح الخليجيين خلال هذه السنة حاجز الـ75 ألفاً، في حين كان العدد يصل إلى 150 ألفاً في السنوات السابقة». وتوقع عبود وبيروتي أن «يصل عدد السياح الإجمالي هذه السنة إلى نحو مليونين بزيادة تتراوح بين 25 و30 في المئة مقارنة بالعام الماضي».

وكانت المدن والقرى اللبنانية شهدت 150 مهرجاناً سياحياً خلال الصيف، إلى جانب مبادرتين أثرتا إيجاباً في القطاع، وهما مؤتمر «فيزيت ليبانون» الذي نظمته وزارة السياحة بالتعاون مع القطاع الخاص السياحي، ومبادرة نقابة أصحاب الفنادق «تنصيّف سوا» والتي توجهت أساساً إلى المغتربين اللبنانيين.