أبها: الوطن 

 

أظهرت دراسة أعدها الإعلامي فالح الذبياني، أنه خلال 90 يوما فقط، نشرت الصحف القطرية، وموقع وكالة الأنباء الرسمية «قنا»، وقناة الجزيرة، أكثر من 20 ألف مادة إعلامية، استهدفت المملكة، في حملة عدائية بغرض تشويه سمعة السعودية دون وجه حق.


خلال 90 يوما فقط، نشرت الصحف الرسمية القطرية وموقع وكالة الأنباء الرسمية «قنا» وقناة الجزيرة، أكثر من 20 ألف مادة صحفية، ضد المملكة العربية السعودية، في حملة إعلامية استهدفت تشويه سمعة السعودية.
وأظهرت دراسة إحصائية أجراها الزميل الإعلامي فالح بن عايش الذبياني، رئيس تحرير صحيفة عكاظ الإلكترونية سابقا، لرصد مؤشرات الخطاب الإعلامي لوسائل الإعلام الرسمية القطرية خلال 90 يوما منذ الخامس من يونيو وحتى الخامس من سبتمبر 2017، حيث تصدرت السعودية قائمة الموضوعات الصحفية المنشورة ضدها بنسبة 48%، تلتها الإمارات بنسبة 22% ثم البحرين بنسبة 16%، وأخيرا مصر بنسبة 14%.

رصد المنصات الإلكترونية
أظهرت الدراسة -التي اعتمدت على رصد ما نشر في المنصات الإلكترونية لهذه الصحف الرسمية فقط- أن الصحف القطرية تناولت السعودية وفق سياستين، أولهما تخصيص أخبار مباشرة تهاجم المملكة فقط، ومثلت هذه النوعية 41.8% من الأخبار المنشورة، أما ثاني السياسات فظهرت واضحة في ذكر اسم المملكة ضمن مضمون الأخبار المتعلقة بانتقاد المقاطعة والمطالبة بفكها متهمة السعودية بأنها رأس الحربة في المواجهة، حيث ظهر ذلك في 58% من الأخبار المنشورة، حيث تذكر هذه الأخبار والتقارير الصحفية بشكل يومي أن المملكة هي «قائد هذه المقاطعة» وصاحبة الكلمة الأولى في استمرارها أو رفعها، وأن الإمارات هي من «دبر وحرض»، أما باقي الدول فهي «مجرد توابع».

الدعم السعودي للتطرف
واصلت وسائل الإعلام القطرية بشكل شبه متطابق في المضمون حملتها ضد المملكة، الأمر الذي يعزز وجود توجيهات رسمية لها بذلك، حيث تطرقت 8.6% من الأخبار إلى مزاعم «تاريخ الدعم السعودي للجماعات المتطرفة»، مع التركيز على مزاعم ولادة «العناصر المتطرفة» بالمملكة، وكيف أن هذا «الخطاب التحريضي» السعودي الوهابي كان وراء أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير كان هدفا رئيسيا لوسائل الإعلام القطرية، حيث بلغ حجم الخطاب العدائي ضده ما نسبته 6.4% من الأخبار، وبيان «دوره» المزعوم في إذكاء الأزمة، وفي تصعيد الصراع الدائر حاليا في الخليج ودول الشرق الأوسط عامة.
القيادة السياسية في المملكة كانت هي الأخرى هدفا لوسائل الإعلام القطرية التي هاجمت سمو ولي العهد، زاعمين أن سياسته أخفقت ونتج عنها عدم ثقة المواطنين السعوديين، خاصة الشباب منهم في سياساته، ومثلت هذه الأخبار نسبة 7.1% من المنشور.

تسييس الحج
وفق الدراسة، مثلت ما تسميه الدوحة بأزمة الحجاج القطريين ملفا أساسيا، حيث سيطرت على 38.3% من الأخبار التي تناولت السعودية بشكل عام. وحملت هذه مجموعة من الرسائل الأساسية، على رأسها «تسييس» فريضة الحج «واستخدامه» في الأزمة من قبل المملكة.
أما الرسالة الثانية، فهي مزاعم «انتهاك حقوق المواطنين القطريين في الحج»، وهي الرسالة التي حملتها 21.5% من الأخبار التي تناولت الأزمة الخاصة بالحجاج، وحملت العديد من العناوين والشكاوى الخاصة بمنع المواطنين القطريين من الحج، وما يعكسه هذا من «انتهاك للحقوق الدينية والثقافية» للمواطنين القطريين.
وأوردت وسائل الإعلام القطرية التي شملها المسح ما اعتبرته «مؤشرات ودلائل» على تعمد المملكة التضييق على الحجاج القطريين، مثلت ثالث أكثر العناوين الخاصة بأزمة الحج بنسبة 19.6% من المنشور والمبثوث، مقروءا ومرئيا، ومن ذلك تهمة عدم توافر خيام مخصصة للحجاج القطريين، وأن الخيم الموجودة «وهمية ولا وجود لها».

مزاعم الكراهية
عكست 6.4% من الأخبار مزاعم «كراهية المملكة لقطر» بسبب دورها «المتعاظم» سياسيا واقتصاديا في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا بعد توسعها في إنتاج الغاز وعلاقتها الدولية «المتعاظمة» أيضا، وذلك من وجهة نظر الإعلام القطري، وناقشت 4.8% من الأخبار المتعلقة بالمملكة ما أسمته «الانتهاكات» الجارية في اليمن تارة، والتأثير السلبي للحصار على تخلي قطر عن دعم السعودية في «حرب اليمن» تارة أخرى.
وفي هذا السياق، تطرقت 7.9% من الأخبار إلى «الانتهاكات» التي مارستها المملكة ضد المواطنين القطريين الذين يتعاملون مع السعودية أو يقيمون بها، أو الذين لديهم علاقات عائلية مع المملكة، وخلافه، واتهمت 2.7% من الأخبار المملكة بالعمل على «حماية مصالح إسرائيل والتطبيع معها» على حساب الدول والشعوب العربية، وكانت 11.4% من هذه الأخبار الهجومية نقلا مباشرا «مترجما» عن صحف بريطانية وأميركية وألمانية تهاجم سياسات المملكة بضراوة، حيث مثلت هذه الصحف ظهيرا قويا ومساندا للإعلام القطري، ومرجعا أساسيا في الأخبار الدولية التي استخدمتها الصحف القطرية في الهجوم على المملكة، وكانت أهم تلك الصحف «الواشنطن بوست – الجارديان – الإندبندت – فاينانشيال تايمز – البلومبرج- نيويورك تايمز – فورين بوليس»، مما يشير بوضوح إلى نفوذ المال القطري إلى الإعلاميين في العالم لنشر أخبار زائفة عن المملكة العربية السعودية.

مهاجمة الإمارات
في محورها الثاني، تناولت الدراسة ما أوردته وسائل الإعلام القطرية عن دولة الإمارات، وذلك في 6.4% من رسائلها ضد دول المقاطعة، واتهمتها بأنها «المحرض الأول» للحصار وصاحبة المصلحة الكبرى في إخماد ثورات «الربيع العربي»، من أجل تحجيم كل الدول لصالح تناميها وتعاظم دورها الإقليمي، وكيف أنها «أوقعت بالمملكة وبعض الدول التابعة بهدف تحقيق مآرب خاصة».
وأفردت الصحف القطرية ملفات لـ«الفساد المالي والإداري والاستخباراتي» للإمارات، ولم تستثن في ذلك أيا من الأسرة الحاكمة من النقد، وكان محمد بن راشد، حاكم دبي، ويوسف العتيبة سفير دولة الإمارات بالولايات المتحدة أهم أبطال الملفات الصحفية عن الإمارات. كما تناولت الصحف القطرية العديد من ملفات العمالة في الإمارات، بما في ذلك ملفات «انتهاكات حقوق الإنسان».

خطاب الجزيرة العدائي
أشارت الدراسة إلى أن قناة الجزيرة اعتمدت على مناقشة ملف المقاطعة من عدة جوانب، وقامت من خلال ذلك بالتطرق لعدة ملفات، على رأسها انتقاد قرار المقاطعة والمطالب التي قدمتها دول المقاطعة، فضلا عن استعراض التأييد والدعم الدولي لقطر ومصالح القوى الدولية من فكرة المقاطعة بواقع 15.3%، وانتهاك المقاطعة لحقوق المواطنين القطريين ومواطني دول المقاطعة 13.9%، وبث «رسائل طمأنة» سياسية للشارع القطري، والتأكيد على نجاح السياسات القطرية 13.5%، فضلا عن الهجوم على السعودية بما يتضمن انتقاد سياساتها تجاه القطريين في موسم الحج بنسبة 34%، واستعراض الموقف الإقليمي من المقاطعة، سواء باستعراض التأييد أو المصالح لبعض الدول جراء المقاطعة بواقع 5.6%، والهجوم على مطلب غلق قناة «الجزيرة» 4.11%، والهجوم على دولة الإمارات 4.16%، ومهاجمة مصر وسياساتها بواقع 3.5%، والتهجم على البحرين في 1.7% من المواد المبثوثة عبر القناة المرئية وموقعها الإخباري.
ورصدت الدراسة تعرض «الجزيرة» لدول ومطالب المقاطعة، حيث أفردت القناة «مساحة عامة للحوار» حول الموضوع، والدول المحاصرة لقطر، والمطالب الخاصة بالمقاطعة، مستغلة في هذا الصدد بعض الملفات المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وكذلك مجموعة من الملفات السياسية الداخلية والخارجية لكل دولة من دول المقاطعة.

خسائر الشركات القطرية
عقدت وسائل إعلام قطر، خلال تلك الفترة، مقارنات بين ما سمته «الكسب غير المشروع من المملكة وخسائر الشركات القطرية»، وهي القضية التي عرضت بنسبة 12.8% من أخبار أزمة الحج، وحملت نوعين من العناوين، على رأسها عناوين تطرقت إلى خسائر الشركات القطرية جراء ذلك، والتعويضات التي أقرتها الدولة لهم.
كما عرضت الدراسة الأزمات المشابهة التي حدثت مع حجاج دول أخرى، بواقع 6.2% من أخبار أزمة الحجاج القطريين، وكانت هذه تتعلق برصد وتوثيق ما حدث مع دول مثل إيران سابقا، في محاولة لإثبات أن المملكة تستخدم الحج كـ«ورقة ضغط سياسي» على خصومها السياسيين.
الخطاب الإعلامي العدائي لقطر، تناول ما اعتبرته وسائل الإعلام القطرية «انتهاكات لحقوق الإنسان» السعودية، ومثلت هذه نسبة 14.7% من الأخبار، التي ناقشت الملفات أوضاع سجن وترحيل الآلاف من العمال بطرق قسرية، كما ناقشت ملفات تتعلق بما وصفته بـ«تعرض نساء المملكة للعنف الأسري والجنسي والتمييز السلبي»، وأوردت أخبار محاكمة العشرات من الصحفيين والنشطاء السعوديين لقانون محاكمة الإرهاب.

مصر والبحرين
من جهة ثانية، أفردت الصحف القطرية 3.2% من مساحتها عن المقاطعة لمهاجمة مصر، بدءا من الهجوم على سياساتها الداخلية المتعلقة بحقوق الإنسان و«الانقلاب العسكري» والعوز الاقتصادي، و«بيع جزيرتي تيران وصنافير» للسعودية، مرورا بسياستها الخارجية المطبعة مع إسرائيل و«المنحنية» للمملكة والإمارات والولايات المتحدة.
يأتي ذلك، فيما استحوذت البحرين على 1.9% من مساحة أخبار المقاطعة، بعدما تطرقت الأخبار للهجوم على البحرين ووصفها بأنها «تابع السعودية»، مع إفراد ملفات عن «انقلاب» ملك البحرين والأزمات المتعلقة بحقوق الإنسان في البحرين، بالإضافة إلى الملفات الخاصة بقضية الشيعة البحرينيين. 
وتوضح الدراسة أن تلك الدول كافة، مع المملكة، تم التطرق إليها في الـ13% من أخبار أزمة المقاطعة بشكل عام، ولكن تبقى المملكة هي المتصدر حتى للمشهد الخبري الذي جمع كل دول المقاطعة.

الضغط الإقليمي والدولي
تناول المحور الثالث من الدراسة «الضغط الإقليمي والدولي» على دول المقاطعة، حيث مثلت أخبار التهديد باللجوء للتحكيم الدولي أو اللجوء الفعلي للتحكيم وردود الفعل على تلك الخطوة نسبة 2.1% من أخبار المقاطعة، ومثل الدعم الدولي 10.7%، حاملا رسائل «التأييد الإعلامي» من صحف ووسائل إعلام الدول الأوروبية، وعلى رأسها المملكة المتحدة وألمانيا وروسيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وكان الضلع الثالث في «مثلث الدعم» يتمثل في الدعم الإقليمي الذي تترأسه تركيا ودول الشمال الإفريقي، ممثلة في الجزائر والمغرب، وذلك بنسبة 10% من أخبار المقاطعة، وأفرد الإعلام القطري مساحة تقدر بـ 22.8% من محتواه الإخباري للدعم الإقليمي والدولي والأممي.