علي سعد الموسى

في شجاعة يشكر عليها، يعترف الأخ العزيز الأستاذ جمال خاشقجي أنه كان أيام الدراسة الجامعية إخوانياً ضمن شبكة الإخوان المسلمين. يضيف: كلنا كبرنا وتركنا التنظيم واستقلينا بآرائنا. وللغالي العزيز، أبي صلاح، مطلق الحرية في الانتماء وأيضاً في الخروج والاستقلال،

وسأقولها بكل وضوح إن الفجوة باتت أكبر من الردم، ولو أننا نحاكم كل صاحب مدرسة أو ولاء لتنظيم لربما أفرغنا نصف كراسي الجامعات ونصف وظائف الدولة. نحن بأنفسنا من فتح الأبواب بلا مصاريع ما بين السماء والتراب أمام قيادات تنظيم الإخوان المسلمين وسواد منظريها الحركيين، وخصوصاً في المجالات التربوية والصحية. أبناؤنا مجرد مشتل وها هو الأستاذ جمال خاشقجي يتحدث اليوم عن خلايا إخوانية منذ أيام الجامعة.
كتبتها من قبل أكثر من مرة: كمال الهلباوي، قائد التنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين، وبالمنصب الرسمي المعلن على أوراق الجماعة، كان عندنا وبالمنصب الرسمي المعلن في ثمانينات القرن الماضي رأس خبراء تطوير المناهج التعليمية بوزارة المعارف آنذاك. هذا وهو لا يحمل حتى شهادة محو أمية في بناء المناهج وتوصيف المقررات التربوية فكيف وصل إلى هذا الاختراق؟ أسامة بن لادن نفسه كان صديق رحلة ومرحلة دراسية وعمرية لأخي جمال خاشقجي الذي تحدث طويلاً فيما مضى عن تلك الذكريات، وهو يعرف بالضبط أن صديقه القديم كان ضحية طبيب اسمه أيمن الظواهري وكان يعمل في مستوصف خاص في مدينة جدة. لم يأت أيمن الظواهري إلينا كما يفعل مئات الآلاف، بحثاً عن المال، فهو سليل أسرة قاهرية ثرية جداً وجده لأمه ليس إلا عبدالوهاب عزام، أول أمين عام لجامعة الدول العربية. أيمن الظواهري، مثل صنوه الآخر، كمال الهلباوي جاءا إلى حياة الآلاف من شبابنا من أجل الاختطاف والغسيل الفكري، أما مسألة الدخل والراتب الشهري فليست شيئاً يذكر بالمقارنة مع السيولة الهائلة التي تأتي إليهما من جبل المقطم حيث المبنى الشهير لمقر الجماعة. والمشكلة أن الباب لازال مفتوحاً بلا مصاريع حتى اللحظة. في جامعاتنا اليوم عشرات المندوبين الذين لا يبحثون هنا عن كذبة الراتب نهاية الشهر. وذات مرة سألني مدير جامعة: كيف أعرف تغلغل الجماعة في جامعتي فأجبته: المسألة جداً بسيطة. اسأل عن عددهم من القادمين من جامعة مصرية معروفة أنها مشتل التصدير للتنظيم الدولي للجماعة. القصة خطيرة جداً.