&بينة الملحم

كان بيان المملكة إزاء الموقف الكندي المتعدّي هو الحدث السياسي الأهم هذا الأسبوع، إذ عبّر البيان عن معنى السيادة في العرف الدبلوماسي السعودي والذي يعكس مدى قوة وحزم الدولة ويُترجم فيه الأقوال بالأفعال&إزاء أي محاولة للتدخل في شؤونها الداخلية، وحينما&طلبت كندا الإفراج فوراً عن موقوفين سعوديين&ومتهمين أمام القضاء السعودي جاء رد المملكة الفوري حازماً&‏ليس بدءاً&بطرد السفير الكندي فوراً لتدخل بلاده في الشأن السعودي وقطع&التعاملات والعلاقات التجارية ولا انتهاء بإيقاف البعثات التعليمية والعلاج في المستشفيات الكندية فوراً أيضاً.

على إثْر&موجة ما سُمّي بـ»الخراب» (الربيع العربي) -زعماً- انكشفت أوراق كثيرين كانوا يُستخدمون تحت مسميات وشعارات الحقوق والإصلاح وتوظيف نشاطهم الوهمي سياسياً من خلال التسويغ لتدخل دولة ما أو تلك أو محاولات بائسة من خلال المطالبات الوهمية أيضاً من أجل التجييش الشعبي ضد حكومتهم ووطنهم وقيادتهم.

فالإصلاح والحقوق أمران قائمان في المملكة فعلاً يعضد القول؛&ولا يحتاجان إلى كثير من المزايدة من هذا الطرف أو تلك الدولة أو ذاك. غير أن قيمة الإصلاح والحقوق أصبحت تستخدم في التوظيف الأيديولوجي الحركي والسياسي، فتجيّر تلك العبارات والشعارات المرفوعة باسمها للتوغّل الحركي ولتستقطب من بعد من يسمون بالحقوقيين والنشطاء بغية إحراج الدولة مستعينين بدعمٍ من هذه الدولة أو تلك عبر إقامة أنشطة حركية لتحقيق المآرب السياسية.

ومن المفارقات المضحكة في الموقف الكندي الذي يبرر تعديه السافر في الشأن السيادي السعودي هو ازدواجية الموقف الكندي ‏ضد السعودية مقابل نظام إرهابي باطش مثل النظام الإيراني وانتهاكاته الفاضحة والمعلنة ضد حقوق الإنسان الإيراني وإبادة شعبه، أو كذنب النظام الإيراني وإحدى أدواته في المنطقة ممثلاً في النظام القطري الإرهابي وانتهاكاته المسجلة والمثبتة ضد شعبه. حيث تُصرِّح المتحدثة باسم الحكومة الكندية وتقول: «كندا ستقف دائماً دفاعاً عن حقوق الإنسان، بما فيها حقوق المرأة وحرية التعبير، في كل أنحاء العالم».

السؤال الذي نطرحه ومن حقنا هنا في وجه كندا التي تدعي أنها محامية ومدافعة عم حقوق النساء والإنسان: لماذا لم نرَ من كندا هجوماً أو انتقاداً ومساءلة &لقطر وإملاء عليها بالتوقف عن قمع شعبها وإعادة حقوقهم المسلوبة لهم، أو إملاء لإيران بالكف عن إبادة وإعدام شعبها وهي التي تنصب المشانق علناً وجهاراً أمام العالم والملأ؟