رغم هدمه قبل نحو ثلاثة عقود لايزال «جدار برلين» يفاجئ المدينة من حين إلى آخر.

وأعلن مجلس بلدية حي «ميته» وسط العاصمة الألمانية اكتشاف جزء من الجدار لم يكن معروفاً حتى الآن. وقال عضو مجلس بلدية الحي أفرايم غوته، يوم أمس، الذي وافق الاحتفال بالذكرى السابعة والخمسين لبناء الجدار، لوكالة الأنباء الألمانية، إن هذا الجزء لفت الأنظار خلال جولة له في الحي مع مواطنين في يونيو (حزيران) الماضي، بالقرب من مقر جهاز الاستخبارات الاتحادية في شارع «إدا - فون – أرنيم». وأضاف: «فوجئت تماماً بأنه لا يزال هناك جزء لم يُكتشف».

ويفترض أن هذه القطعة المكتشفة جزء مما يسمى جدار التأمين الأمامي - تأمين إضافي أمام الجدار الفعلي.

وجرى أمس إحياء ذكرى ضحايا الجدار ، الذي شيد قبل 57 عاماً ، عند النصب التذكاري المركزي للجدار. ووضع عمدة برلين ميشائل مولر، الذي يرأس أيضاً مجلس الولايات الاتحادي (بوندسرات)، وبترا باو نائبة رئيس البرلمان الألماني (بوندستاغ)، أكاليل الزهور على النصب.

يذكر أن القيادة الشيوعية في ألمانيا الشرقية سابقاً برئاسة فالتر أولبريشت بدأت بناء الجدار في 13 أغسطس (آب) عام 1961، وظل الجدار المقام على امتداد نحو 155 كيلومتراً يقسم المدينة لمدة تزيد على 28 عاماً.

وانتهى تقسيم ألمانيا مع سقوط الجدار في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1989، ووفقاً لإحصاءات، لقي 140 شخصاً، على الأقل، حتفهم عند الجدار على يد النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية سابقاً، ولقي 327 شخصاً من شرق ألمانيا وغربها حتفهم عند الحدود الداخلية للألمانيتين على امتداد 1400 كيلومتر.

وتخطط برلين لإنشاء متحف يدور حول تقسيم ألمانيا والحرب الباردة. وقال وزير الثقافة المحلي في ولاية برلين، كلاوس ليدرر : «في برلين توجد كل عواقب الحرب الباردة والتصادم بين آيديولوجيتين وقوتين ونظامين... هذا بالإضافة إلى نظام حدودي في الجانب الشرقي، لا يمكن تبريره على الإطلاق، تسبب في تمزيق الأسر وتدمير السير الذاتية وإحداث الكثير من المعاناة».

وذكر ليدرر أن الهدف اليوم هو إبقاء التاريخ حياً حتى تتعلم الأجيال المقبلة الدروس المستفادة منه، وقال: «لذلك فإن برلين، حيث تبلورت الحرب الباردة، هي المكان المناسب لمثل هذا المتحف العام».