قال الدكتور أحمد عطية، وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، إن عدد الحجاج اليمنيين الذين وصلوا للأراضي السعودية بلغوا قرابة 24 ألف حاج، من بينهم 7 آلاف قدموا من المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية، معتبرا ذلك «أقوى رد على من يتشدق بأن الحكومة السعودية تسيس الحج».


وأكد الوزير عطية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «السعودية تستقبل نحو 80 ألف حاج من إيران، وتفتح أبوابها للحجاج اليمنيين للموسم الثالث رغم أن اليمن في حالة حرب، والمملكة طرف في هذه الحرب بطلب من الشرعية اليمنية، ولكنها لم تمنع توافد الحجاج من كافة المدن اليمنية، بما في ذلك الواقعة تحت بطش الانقلابيين، ولم تفرق في التعامل بين حاج يمني وآخر على الإطلاق»، مشدداً في ذات الوقت، على ضرورة التزام الحجاج بأنظمة وتعليمات السلطات الأمنية في السعودية.
وأوضح وزير الأوقاف اليمني أن دخول حجاج بلاده كان في وقت قياسي للغاية، حيث لم يتجاوز الـ8 أيام عبر منفذ وحيد يربط السعودية واليمن وهو منفذ الوديعة، منوهاً أن 550 حافلة أقلت حجاج اليمن بكل انسيابية ويسر وسهولة حتى وصولهم إلى مكة المكرمة.


واستغرب الوزير عطية مما تروج له الميليشيات الحوثية بعرقلة المملكة قدوم الحجاج اليمنيين، مشيرا إلى أن «الحوثيين تعودوا على الكذب»، وأضاف «نحن نزور الحجاج في الفنادق بمكة المكرمة، وكذلك نزور المرضى منهم في المستشفيات ونقف على الخدمات المقدمة لهم ونستقبل الحجاج في المنافذ، إلا أنهم يتغافلون عن هذه الحقائق الواضحة للجميع».
ووضعت الميليشيات الانقلابية، كما يقول وزير الأوقاف، العراقيل الكثيرة أمام اليمنيين لمنعهم من أداء الحج، من خلال إجبار شركات النقل على دفع «إتاوات»، والطلب من وكالات الحج والعمرة، دفع مبالغ مالية لما سموه بالمجهود الحربي، مشيرا إلى أن الميليشيات احتجزت جوازات عدد من المواطنين لمنعهم من الحج. وقال إن «كل هذه العراقيل لم تفلح في وقف تدفق الحجاج إلى المملكة».
وقال العطية: «رفعنا شعار الحج عبادة وتقديس لا شعارات وتسييس، وواجهنا كل الحملات المضادة بالعمل على توعية الحجاج بترك خلافاتهم السياسية والحزبية والمذهبية خلف الحدود، وأن ينشغلوا في العبادة فقط وحين يعودوا إلى اليمن الكل يعبر عن رأيه وما في نفسه، ولكن هنا في بلاد الحرمين أمنها ومكانتها لدينا خط أحمر، لن نقبل بها سوى بشعار واحد وهو... لبيك اللهم لبيك».


واستطرد الوزير «حقيقة الحرب في اليمن هي حرب سياسية مغلفة بغلاف ديني... الحوثي يظهر للناس أنه لا يريد السلطة ولكنه يريد السلطة كي يمرر ما عنده من عقائد فاسدة جاء بها من إيران، وبالتالي غير في مناهج التعليم تغييرا جذريا... أدخل أشياء جديدة كي يضحك بها على الناس مع أن مناهج التعليم كانت بريئة كل البراءة من هذه الترهات، حيث عاش اليمنيون أكثر من ألف عام دون تفريق فالزيدي والشافعي على حد سواء لا تفريق بينهما إلى أن جاء هذا الفكر العقيم وبدأ ينحرف ببوصلة العقيدة الإسلامية لدى طلابنا وشبابنا إلى هذه اللحظة».
وأشار الوزير «الحوثيون بدأوا بتغيير دار الإفتاء واغتصبوا هذه الدار وجعلوها من سلالة واحدة وليست مبنية على البناء العلمي بل مبنية على البناء السلالي، كما عملوا على بث سمومهم للشباب بتكفير الشعب اليمني وأنهم جميعاً دواعش ولا بد أن يعيدوهم إلى جادة الصواب عبر عقيدتهم، حيث يسمون أنفسهم أنصار الله».


وشدد الوزير «نحن أمام انقلاب على السياسة والدين والاقتصاد وعلى العادات والتقاليد وعلى الثقافة العامة في المجتمع اليمني، ولدينا معلومات دقيقة بإحضار الحوثيين خطباء على شاكلتهم من إيران ولبنان واعتبارهم مراجع دينية. ويعقدون الدورات للشباب حيث تم عقد دورات في صعدة وصنعاء لشحن الأطفال بالمعلومات المغلوطة».