جيمي دوشارم

أظهر عدد من الدراسات أن هناك ارتباطات بين ممارسة الشعائر الدينية والحياة لفترة طويلة. وأوضحت أشمل الدراسات التي استمرت 16 عاما ونُشرت في مجلة «جاما للطب الباطني» عام 2016، أن النساء اللاتي يذهبن إلى أي نوع من دور العبادة أكثر من مرة في الأسبوع كانت نسبة معدل الموت لديهن أقل من 33% من أقرانهن العلمانيات. 


وأوضحت دراسة استمرت 18 عاما، نُشرت العام الماضي في مجلة «بلوس ون» العلمية، أن الحضور المنتظم لأماكن العبادة كان مرتبطا بتخفيضات في استجابات الجسم للضغط وحتى في معدل الوفيات، وأوضحت أن المصلين أقل عرضة للموت بنسبة 55% مقارنة بأولئك الأشخاص الذين لم يرتادوا أماكن العبادة خلال فترة تلك المتابعة.
يقول أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا، والمشارك في تأليف كتاب «مشروع طول العمر»، هوارد فريدمان: في الواقع إن القيم المستمدة من التقاليد الدينية، مثل «الاحترام والتراحم والإحسان والامتنان والتواضع والوئام والتأمل والحفاظ على الصحة، هي التي تقود في مجملها إلى إطالة العمر». 
ويقول مارينو بروس، مؤلف مشارك في دراسة «بلوس ون» وأستاذ في الطب والصحة والمجتمع في جامعة فاندربيلت الأميركية: إن تعزيز تلك الصفات قد يؤثر على معدلات الأمراض المزمنة. ويضيف بروس «إذا كان لديك شعور بأنك ليس وحيدا في العالم، فإن ذلك يعني أنك جزء من قوة أكبر من الذات، يُمكنها أن تعطي ثقة للتعامل مع قضايا الحياة». وبيولوجيا، «فإن ذلك يقلل من التوتر، وبالتالي هذا يعني أنك أقل احتمالا أن يكون لديك ارتفاع في ضغط الدم أو السكري أو الأمراض التي يمكن أن تزيد من الوفيات».
وقد وجدت بعض الدراسات أن الصلاة يُمكن أن تُحسِّن نتائج المرض وإطالة البقاء على قيد الحياة. ووجدت إحدى الدراسات أن الصلاة تحفِّز الاستجابة للاسترخاء، وحالة من راحة العقل وبقية الجسم، والحد من التوتر وضبط معدل ضربات القلب وضغط الدم، والتقليل من أعراض كثير من الأمراض المزمنة. وترتبط هذه الحالات عادة بأنشطة مثل التأمل واليوغا، وتشير البحوث إلى أن مثل هذه الحالات توفرها الصلاة.
ويقول أستاذ علم الأوبئة بجامعة هارفارد، تايلر فاندر-وييل: بالنظر إلى الأدلة المتراكمة التي تدعم المشاركة الدينية الجماعية، فإن الذين يمارسون الشعائر الدينية على انفراد قد يرغبون النظر في ممارستها بمشاركة جماعية ولو مرة بين كل فريضة وأخرى. 
وينصح فاندر-وييل: يجب أن تكون لديك معتقدات دينية لكي تعيش فترة أطول بممارسة شعائرها. ومن المفيد أيضا النظر في ممارستها بمشاركة جماعية.

جيمي دوشارم*

* كاتب في الشؤون الصحية بمجلة (تـايـم) – الأميركية