هاني الظاهري

الإثنين الماضي نقلت وسائل الإعلام مشاهد طرد المندوب القطري محمد العمادي في غزة من قبل مئات الفلسطينيين الذين قذفوه بالأحذية، ومزقوا علم بلاده كرد فعل طبيعي على السياسة القطرية السوداء التي تسببت في تأزيم الداخل الفلسطيني طوال سنوات، وأوصلت الفلسطينيين بمكائدها وخبثها ومالها القذر إلى الانقسام والاقتتال وتضييع هدف قضيتهم الأسمى، بل وخسارة حتى التعاطف العالمي مع قضيتهم.

عقب الحادثة بأيام خرج العمادي عن صمته، وكشف أنه زار إسرائيل نحو 20 مرة، منذ العام 2014، موضحاً أن تلك الزيارات اتسمت بالسرية، لكنها لم تعد كذلك اليوم، وهو بذلك يعرّي الدور القطري التآمري الذي طالما حذرت منه دول المنطقة وسعت لإقناع النظام القطري بالتخلي عنه دون جدوى.

اعتراف العمادي الصريح بزياراته المتكررة لإسرائيل بمعدل 7 زيارات في السنة الواحدة يأتي الآن كمحاولة للتقرب من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الذي لجأت له الدوحة راكعة ذليلة ليدعمها في تبييض صفحتها السوداء المتعلقة بدعم الإرهاب في المنطقة طوال السنوات الماضية، وقد خذلها ذلك اللوبي منذ البداية لإدراكه مدى خطورة ملفها في (تمويل الجماعات الإرهابية ودعمها لوجستياً في مختلف مناطق الصراعات حول العالم)، حتى وصلت المساعي القطرية إلى اشتراطات مهينة لنظام الدوحة الذي يعمل منذ سنوات على تقديم نفسه عبر إعلامه المفضوح كمناصر لقضايا شعوب المنطقة، ويصرف المليارات على مكياجه السياسي فيما يطعن هذه الشعوب في الظلام ويتعامل مع أعدائها من تحت الطاولة.

وفق تقارير خاصة كانت أهم الأوامر التي وجهها رئيس المنظمة الصهيونية في واشنطن لأمير قطر قبل الحديث عن أي إجراء تعاوني لتغطية ملفات الدوحة الإرهابية في الولايات المتحدة هي:

- التوقف عن الدعاية لحكومة إيران الإرهابية وادعاء حقها بالحصول على سلاح نووي.

- التوقف عن دعم تنظيم الإخوان الإرهابي والقرضاوي، وعن تمويل تنظيم حماس الإرهابي المنقلب على السلطة الفلسطينية الشرعية والسبب الرئيسي في سقوط مساعي السلام.

- ضرورة استخدام قناة الجزيرة ومنظومة قطر الإعلامية لنقل صورة إيجابية عن إسرائيل واليهود.

هذا بجانب عدد آخر من الأوامر التي تأتي في السياق ذاته وتنهي بشكل تام وهم السيادة القطرية، بل وتقتلعه من جذوره، وقد وافقت قطر وهي في غاية الذل على تلك الأوامر دون نقاش أو تردد، على أن يكون التنفيذ بشكل غير معلن، لكن المنظمة الصهيونية أجبرتها على عدم المراوغة والبدء في التنفيذ فوراً، وهو ما سيتضح من سلوك قطر السياسي خلال الأسابيع القادمة، وسلام كبير على السيادة!