عبدالله بن بخيت

في العام 1895 انتقل السير جيمس فورمر بعد شجار مع زوجته إلى بيته الريفي وبقي فيه وحيداً مهجوراً حتى وجدته الخادمة في أحد المساءات ميتاً في غرفة نومه. وبعد ثلاث سنوات من دفنه لاحظت زوجته أن شبحه يطل بين فترة وأخرى من أحد نوافذ البيت الريفي. تحرت السلطات فتبين أن الشبح لا يظهر إلا عند حضور الزوجة فأغلق المنزل حتى ماتت الزوجة.

في العام 1952 شاهد فلاح روسي يعيش على أطراف مدينة قوقازيا أثناء عودته من رعي أغنامه جرماً معدنياً ضخماً مستديراً. ينبعث منه ضوء مدمج الألوان كقوس قزح. أصيب الفلاح بالذعر فهرع إلى الشرطة وعندما جاء مفوض الشرطة اتصل بفرع المخابرات KGB . طوقت المخابرات الروسية المنطقة بأسرها وبعد عدة ساعات شاهد الفلاحون الطبق يحلق في الفضاء تاركاً وراءه سحابة من الأضواء القزحية وبقايا حريق صغير في العشب.

ولك أن تضيف على هذه القصص ما تشاء ولكن يبقى الرابط المشترك بينها أنها حدثت في الماضي الذي لم يعشه معظم المستمعين. في كل مرة تقرأ عن معجزة سترى أنها حدثت قبل حياتك وربما قبل حياة جدك.

الأطباق الطائرة والجن والأشباح وغيرها من المعجزات تصنعها عقول متعددة الاتجاهات أما أن يكون إنساناً ممتلئاً بالخوف أو بالخداع أو المصلحة، يضاف إلى هؤلاء ضعاف الشخصية والمهمشون في المجتمع. لا يمكن أن تسمع رجلاً ذا مكانة أو سطوة يقص على الناس قصص الجن والسحر وغيرها. المشتغلون على ترويج هذه الخوارق والمعجزات أما رجل دين أو مشتغل بالعلاج الشعبي او إنسان مهمش يريد أن يكون له قيمة وحضور في المجالس أو النصابين وأكثر هذه الفئة في الدول الغربية.

عندما تعود إلى كتب التراث العالمي بما فيها التراث العربي ستجدها مليئة بالخوارق. عندما تقرؤها ستجد أن كل القصص تنسب لعصر سابق لزمن الراوي وتأليف الكتاب. تتحدث هذه الكتب عن أقوام وأحداث وخوارق حدثت في الماضي وستلاحظ أن هذه الخوارق تتضخم بتباعدها عن حاضر القص. كلما ابتعد زمن الحادثة عن زمن القص كلما زادت غرابته وتضخمت.

في عصرنا هذا لم نعد نسمع عن خرافات كبيرة. جميع الخرافات المتداولة في أيامنا هذه معزولة وبسيطة. محصورة في فك سحر عن زوجين أو ظهور جني في بيت مهجور أو تعافٍ من مرض خطير بطريقة غير معقولة. هذا النوع من الخرافات لا يستفز العقل أو يحض على البحث أو يدفع إلى تكذيب من جهة رسمية. تدور بين الناس كالزوبعة الصغيرة ثم تختفي بسرعة. توسع حضور العقل في حياة الناس.