بينة الملحم

على مدى سنوات تبلور اهتمامي البحثي حول موضوع التطرف وقدّمت أول خطة بحث حول هذا الموضوع بإستراتيجية تربوية مقترحة لمكافحة الفكر الإرهابي في المؤسسات التعليمية ويحضرني جداً كم واجهت من التضييق والعقبات والعراقيل والرفض المتكرر غير المبرر علمياً وحتى التهديد فيما لو استمررت بتناول هذا الموضوع ولم يتوقف قلمي عن التعرض لجماعات الإسلام السياسي ومنها جماعة الإخوان وكشف مشروع الصحوة على حقيقته حينها أدركت فعلاً حديث الأمير خالد الفيصل في مقابلته المهمة التي أجراها معه الإعلامي تركي الدخيل حول المنهج الخفي وضرورة إنشاء مركزٍ لمكافحة الفكر الإرهابي حيث إن الفكر المتطرف يشكل من الخطورة الشديدة بسبب تغلغله في العديد من المؤسسات بما فيها وأهمها مؤسسات التعليم التي أعتقد أن هذه المقابلة استبقت التنبه بضرورة قطع الطريق أمام ذلك الفكر وأصحابه من جماعات وعرّت أحداث الثورات العربية حقيقتهم فجاء الأمر الملكي فيما بعد بمعاقبة وتجريم الجماعات الإرهابية ومنها جماعة الإخوان والمنتمين لها أو المروجين لفكرها والمتعاطفين معها.

وبعد مرور هذه السنوات جاء الزمن الذي شهدنا فيه إعلان القضاء على التطرف ومشروع الصحوة وتابعنا مؤخراً وتابع العالم تصريحات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبرنامج 60 دقيقة ع شبكة CBS الأميركية حينما قال: ‏لا يوجد بلد في العالم يقبل أن يغزى نظامه التعليمي من قبل منظمة متشددة سيتم القضاء على عناصر ‫جماعة الإخوان‬ المسلمين تماماً في فترة قصيرة! كانت الإشكالية الكبرى في تغلغل الإخوان وتمكن مشروع الصحوة من المجتمع من كون الصحوة تنظيماً نشأ في الفضاء وحصل على مشروعيته الفكرية من خلال بوابة الدعوة إلى الله وقد تلاعبت الصحوة بقانونية الدعوة ووسائلها ومنهاجيتها، وهذا ما خول الصحوة أن تنشئ أعمالها المخالفة تحت بنود خفية ومنها المنهج الخفي الذي لقى رواجاً فكرياً صارخاً في المجتمع وهذا المنهج يعبر عن خطط وأساليب تم إخفاؤها عبر لفائف الدعوة الصادقة وبتمكين مباشر من الصحوة التي وجدت كما أسلفت رواجاً كبيراً في المجتمع .القضية الأخطر التي خلقت المناهج الخفية هي وجود أجندة فكرية وسياسية تبناها رموز الصحوة بطرق ماهرة فما تم تقديمه من مشروعات للصحوة ووسائل دعوتها في بعض مؤسسات الدولة والمجتمع يختلف كثيراً عن النهج الذي تم استخدامه لتمرير الكثير من المناهج الخفية ومنها ما تعرضت له مؤسسات التعليم بجميع مستوياتها العام والتعليم العالي. لقد تمكنت الصحوة من تمرير أكثر من وسيلة للوصول إلى المجتمع التعليمي حيث عملت الصحوة بقوة واستطاعت خلال فترة وجيزة أن تكون المسؤول الأول عن نوعية المعلمين وأساتذة الجامعات الذين يجب أن توكل إليهم مهمة تدريس الطلاب والطالبات وهذا مكنهم من وضع تصوراتهم الخاصة عن الصورة النهائية التي يرغبون ان تكون المدرسة عليها، هذا التحكم السريع للصحوة وعناصرها جعل المهمة سهلة لتمرير المنهج الخفي الذي أوجد كتب سيد قطب في التعليم وصور الموت والجهاد والقتل وهذا كله نظريا خارج عن الصورة الناعمة التي خرجت بها الصحوة الى المجتمع..

وللحديث بقية