شيرزاد اليزيدي

في إطار تعداد القتلى المرتزقة المشاركين في الغزو التركي عفرينَ، وهم بالآلاف من شذاذ الآفاق، استخدمهم الجيش الغازي أكباش فداء كي يقلل عديد قتلاه، أُعلن في أحد مناشير فصائل الائتلاف وحكومته الكرتونية عن مقتل عدي صدام لبابيدي، وهو أحد أعضاء الجيش «الحر»، أو حسب التسمية الجديدة الجيش «الوطني»، والذي إيغالاً في وطنيته الفائضة عمل ويعمل مرتزقاً بيد القوى المحتلة وطنَه.

قد يخيل للمرء لوهلة أن عدي صدام سقط في معارك الائتلاف وجيشه العرمرم، دفاعاً عن الغوطة الشرقية أو عن إدلب أو حلب أو حمص، وأن الأمر مجرد تشابه أسماء لكن الحقيقة أنه أكثر من تشابه، وهو عابق بالدلالات والترميزات بما يميط اللثام أكثر فأكثر عن كنه وخلفية ما نشهده من هجمة قومو - دينية تخوضها الفاشية الأردوغانية مدعومة من التيارات الإسلاموية والبعثية، بخاصة في طبعتها الأكثر انحطاطاً: الصدامية. 

فالموضوع لا يتعلق بمجرد اسم بل يعبر مباشرة عن حقيقة البيئات والحواضن الاجتماعية المفرّخة إرهابيين ومرتزقة كهؤلاء غدوا آلة قتل ونهب وغزو بيد دولة الاحتلال التركية التي تستهدف كامل الشمال السوري، وليس فقط روج آفا كردستان (كردستان سورية). فالمجاهد الشهيد بإذن الله، كما ورد في منشور الائتلاف وجرياً على عادة بيانات النعي وزف الشهادة الجهادية، صدامي قح وبعثي أباً عن جد. ذاك أن الجد أطلق اسم صدام تيمناً برمز العروبة وسيفها البتار على ابنه، الذي بدوره أطلق على ابنه اسم أكبر أبناء رأس النظام البعثي العراقي البائد: عدي. ومعروف أن الأخير كان يفوق والده صدام حسين إجراماً ودموية. وهكذا دواليك تستمر دورة توارث الوعي الانحطاطي الفاشي النابذ والقاتل الآخرَ.

وهل ثمة بؤس ورثاثة أكثر من الاحتفاء والافتخار بصدام حسين ونجله عدي، بما يفسر مبلغ التهافت الذي تصدر عنه جماعات الائتلاف والنصرة و «داعش» المتواطئة مع الغزو التركي عفرينَ وشمال سورية ككل: التمثيل بالجثث وقتل الأسرى والمدنيين وصولاً إلى سرقة الدجاج والبيض؟

إنه أحد أوجه الشبه البليغ بل التطابقي بين الفاشيتين الصدامية والأردوغانية، إذ ليس اعتباطاً البتة ترافق إطلاق العدوان التركي على عفرين مع تلاوة سورة الفتح في الجوامع التركية، ما يفسر فداحة نتاج المزج بين فاشيتين دينية وقومية على ما سبق أن فعله صدام.


* كاتب كردي سوري