حمود أبو طالب

من الصعب ألا يضاف يوم الأربعاء ١٨ أبريل ٢٠١٨ إلى قائمة الأيام التي ستبقى خالدة في الذاكرة السعودية الحديثة، كان يوماً سعودياً بامتياز في معظم وسائل الإعلام ومواقع التواصل المحلية والأجنبية، حديث لم يتوقف عن اليوم التأريخي للسينما في المملكة التي عادت بصورة مختلفة تماما، فبعد أن كانت قبل ٣٥ عاما ترفيها محدودا غير ممنوع أو مسموح، ثم دخلت قائمة المحظورات واختفت، ها هي تعود ويتم استقبالها باحتفالية رسمية وشعبية صاخبة، ليكون هذا الحدث بذاته فيلم التدشين الحقيقي وليس فيلم النمر الأسود الذي سيرتبط بتأريخ السينما في المملكة.

الإثارة التي صاحبت الحدث لها ما يبررها، لأنه حدث عالمي فريد في هذا الوقت، الدولة الوحيدة في العالم التي لا توجد فيها سينما عامة سمحت بإنشاء دور سينما، أليست هذه قمة الإثارة، وأليس مثيراً أن يجلس وزير الثقافة والإعلام وبعض المسؤولين على كراسي مصممة لقاعات السينما ومعهم الرئيس التنفيذي لأشهر شركة عالمية تدير صالات العرض، وهم يأكلون الفشار كما يفعل بقية البشر في دور السينما.

لن نشير هنا إلى اقتصاديات صناعة السينما والجوانب الثقافية والفنية والنفسية للسينما، هذه جوانب لم يعد يجهلها أحد، ولكن نريد الإشارة إلى أن هذا الحلم البسيط، أي ارتياد الناس لسينما عامة، ظل بعيد المنال عقوداً من الزمن تحت طائلة الجدل العقيم، أو على الأصح الحظر التعسفي بسبب فكر التشدد، ولكن عندما قررت الدولة إنهاء هذا الوضع النادر لصالح العقل والمنطق دون مخالفة للشرع فعلت ذلك، وانتهى الفيلم الطويل الممل العقيم، وذهب الناس إلى قاعة السينما ببساطة شديدة، ولم تكسف شمس أو يخسف قمر، وقريبا ستنتشر دور السينما في كل المدن بشكل طبيعي جدا، ويصبح الأمر في منتهى العادية.

ربما يأتي يوم ما يتم فيه طرح سؤال في برامج المسابقات: أين كان أقرب مكان يذهب إليه السعوديون لمشاهدة السينما قبل ١٨ أبريل ٢٠١٨؟ ترى هل سيخطر على بال أحد أن الإجابة الصحيحة هي: البحرين!