جدة - ياسر الأبنوي

أشياء عظيمة يبشرّ بها المستقبل، انطلاقاً من قفزات المملكة التي تجاوزت بها المتوقع بسرعة كبيرة، إلى تكسير الأغلال وريادة السمو بالخطاب الإسلامي لآفاقه الحقيقية الزاخرة بمعاني السلام، والرحمة، والتعايش، وخدمة الإنسانية، وعمارة الأرض.

هذه القفزة الهائلة سار التمهيد لها بالتوازي على أكثر من جبهة حتى وصلت إلى ذروتها مطلع العام الجاري، وتوجها لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مع رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان.

لم تكن المملكة غافلة عن خطر الفكر المتشدد المقدِّم للتطرف، ثم الممارسات العنيفة، خصوصاً بعد أن تلقت الصدمة الأولى من مظاهر هذا التطرف مطلع التسعينات، إلا أن فترة حضانته قديمة، فهو حصيلة أعوام من التشكيل والتغلغل والاحتلال الناعم لعقلية المجتمع، منذ ظهور جماعة جهيمان، التي احتلت الحرم المكي الشريف في نوفمبر 1979.

تمكنت المملكة من قصم هذا السلوك الإرهابي، كما تنبهت إلى ضرورة المواجهة الفكرية، التي بدأت ذروتها في 2017، بإطلاق مركز الحرب الفكرية الذي يرأس مجلس أمنائه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ويشرف عليه عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى.

كانت هذه ذروة الوعي لأنها الخطوة الأولى التي لا ينصب معظم تركيزها على الفكر "الضال" وشخصه فحسب، بل تعتمد الشمولية في المعالجة، بدءاً برصد دقيق وتحليل ذي كفاءة عالية لكل الأخطاء والمزاعم والشبهات وأساليب الخداع التي يروج لها التطرف.