القرضاوي خَطط للإِطاحة بأمراء قطر.. مؤامرات تكشفت

إبراهيم النحاس

إذا أراد تميم أن يُحافظ على حُكمه وإعادة دولته لمكانتها الطبيعية بين دول مجلس التعاون، فإن عليه وبشكل سريع التخلص من جميع العناصر الإرهابية ومنهم القرضاوي وتسليمهم لدولهم والتبرؤ من رعاية ودعم الجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية..

مَن خان وطنه، فسوف يخُون أي وطن، ومن تآمر على دولته، فسوف يتآمر على أي دولة، ومن اعتدى على أهله وتعاون مع أعدائهم، فسوف يعتدي على جميع البشر ويتعاون على من آواه وأيده. ومن ارتضى أن يكون مرتزقاً عند أعداء وطنه وعميلاً لدى أعداء أمته، فسوف يكون تبعاً لمن يقدم أكثر، هكذا هي سيرة القرضاوي وهكذا هي حياة كل خائن ومرتزق وعميل ارتضى أن يخون وطنه ويرضى بالعمالة لأعداء أمته في سبيل إرضاء من يدفع أكثر ويقدم له المزيد. إنه نموذج للانحطاط الأخلاقي والانقلاب على مبادئ وقيم الدين الإسلامي الذي ابتليت به الأمة العربية خاصةً في العقود الأخيرة.

فما بين متوقع لمثل هذه التصرفات الحاقدة والمتطرفة والإرهابية التي تميز بها القرضاوي وجميع من آواهم نظام الحكم في قطر، منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده وحتى حكم تميم بن حمد، وما بين مُشككٍ بوقوعها ممن لم يعرف حقيقتهم ولم يستمع لصوت العقل؛ جاءتنا الأخبار المؤكدة والمعلومات المثبتة من طرف لا يمكن التشكيك بقوله لانتفاء أسباب انتفاعه، ولا يمكن تأويل ما قاله لمباشرة المصدر قولاً وصورة. أخبار تؤكد ما أعلنته دول المقاطعة ومعلومات تثبت ما لديها من أدلة وبراهين على تطرف وإرهاب العناصر التي تؤويهم وترعاهم دولة قطر على أراضيها ومنهم القرضاوي الذي جاء على قائمة الإرهاب التي صدرتها الدول المقاطعة لقطر، أخبار كشفت حجم المؤامرات التي كانت تُحاك ضد أمراء قطر ممن احتضنوهم على أرضهم، ومعلومات كشفت مدى جهل أمراء قطر بطريقة الحكم وعدم معرفتهم بأساسيات العمل السياسي.

لقد جاء حديث الدكتور فلاديمير تيتورينكو، السفير السابق لدولة روسيا الاتحادية في دولة قطر، ليوضح للعالم أجمع حجم المؤامرات التي كان يديرها القرضاوي من داخل قطر لزعزعة أمن وسلامة واستقرار الدول العربية، وليؤكد خيانة وتآمر القرضاوي على أمراء قطر الذين قدموا له كل ما يستطيعون سياسياً ومالياً وإعلامياً وفكرياً مما تسبب بعزلة قطر عن محيطها الدولي وجعلها دولة منبوذة من جيرانها.

ومما جاء في حديث السفير الروسي على قناة (RT عربي) يوم 18 أبريل 2018م قوله: إن القرضاوي «كان يقول إن على روسيا أن تُسلم بأن الأنظمة الدموية والفاسدة في البلدان العربية يجب أن تزول، وأن الشعوب سئمت من حكوماتها القديمة، يجب أن تحل محلها قوة المجتمع وعندما تتخلص هذه البلدان من حكامها السابقين، ستتمكن من بناء مجتمعات مزدهرة مبنية على تقاليدنا الأصيلة(!). عندها سألته، أرجو المعذرة، أنت تردد باستمرار كلمة الديمقراطية، فهل تعتقد أن النظام في البلد الذي تعيش فيه ديمقراطي، أقصد قطر؟ فأجاب لا، ولكن دورها سيأتي أيضًا. فأعدت سؤالي، هل تقصد أنه من الضروري الإطاحة بجميع حكام قطر وأمرائها أيضًا؟ فأجاب، على الأمراء في البداية أن يقوموا بدورهم، والشعب فيما بعد سيُطيح بهم».

وبالإضافة لهذه المخططات التخريبية والهدامة التي يسعى لها القرضاوي، فإنه أيضاً يوجه الإعلام القطري لتحقيق غاياته في تفكيك المجتمعات وتشتيت سكانها وبث الفتنة بين أبناء الوطن وإشعال الحروب بين الدول العربية. ومما جاء في حديث السفير الروسي قوله: «كان القرضاوي وكأنما يقدم تعليماته للجزيرة.. كان يتصل مثلًا برئيس الديوان الأميري قولوا، للجزيرة أن تعرض المزيد من اللقطات الفظيعة والمزيد من الأحداث الدموية، وفي هذه المرة عن سورية»، وهنا يسأل المستضيف بقوله: «معقول قالها أمامك، قال اعرضوا المزيد من المشاهد الدموية؟» ليجيب السفير بقوله: «نعم قالها أمامي، قال اعرضوا المزيد من اللقطات التي فيها الكثير من الدماء وقتل الأطفال. وأراد أن يعرضوا هذا أكثر ما يمكن.. بالفعل هذا مدهش، أبلغت موسكو بذلك. فإنه يتكون انطباع أن القرضاوي يعطي تعليمات إلى قيادة قطر حول كيفية التصرف دعائيًا، ويطلب أن يُظهروا مذابح الأطفال والنساء»، وهنا يعود المستضيف ليسأل هل: «القرضاوي كان يوجه الحرب الإعلامية عمليًا؟»، ليجيب السفير الروسي بقوله: «نعم».

وفي الختام من الأهمية القول إنه إذا أراد تميم أن يُحافظ على حُكمه وإعادة دولته لمكانتها الطبيعية بين دول مجلس التعاون، فإن عليه وبشكل سريع التخلص من جميع العناصر الإرهابية ومنهم القرضاوي وتسليمهم لدولهم والتبرؤ من رعاية ودعم الجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية. فإذا فعل ذلك فسوف يكون مقبولاً من شعب قطر الكريم الذي يتطلع لعودة دولته لمكانتها الطبيعية، وكذلك سوف يكون مقبولاً في محيطه الدولي. أما استمراره على سياساته القائمة، فسوف تؤدي لفنائه ونهاية حُكمه من قِبل هذه العناصر الإرهابية التي تعمل ليل نهار للإطاحة بحكم أمراء قطر والاستيلاء على مقدرات الشعب القطري. فهل يملك شجاعة الأمراء، أم أن تنشئته السياسية وقدراته الشخصية لن تُمكنه من فعل ذلك؟