مشاري الذايدي

المبعوث الدولي الجديد لليمن، هل لديه أمر لليمن غير سابقيه؟ علمت «الشرق الأوسط» من مصادر رفيعة أن أبرز ملامح خطة المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن البريطاني مارتن غريفيث، تتمثل في «سحب السلاح، ومرحلة انتقالية تشمل مشاركة الحوثيين في الحكومة، وتنتهي بانتخابات».

هذه الخطوط العامة للخطة الجديدة التي يعمل على أساسها مرسول السلام الجديد، هي في مجملها لا تخرج عن الإطار العام للمخرج السياسي في اليمن وفقاً للقرارات الدولية ذات الصِّلة أو المبادرة الخليجية أو الحوار الوطني اليمني. وكانت جماعة الحوثي وحزب صالح موجودة في صلب نقاشات الحوار الوطني اليمني.

ربما يستنكر ناس، وأنا منهم، أن يوجد لجماعة الحوثي أي مكان في مستقبل اليمن السياسي، وأنه لا يجب التعامل مع هذه الجماعة. أقصد فكرها، كما تم التعامل مع الآيديولوجيات النازية والفاشية عقب الحرب العالمية الثانية؛ التحريم والملاحقة، وفقط.

هذا مطلب عادل وعاقل وينظر لصون المستقبل اليمني لأمد بعيد. لكن وعند النظر بقليل من الواقعية فإن سحب «الشوكة» العسكرية والسلاح من هذه الجماعة الخرافية تصبح مثل نمر بلا أنياب ولا مخالب. والأهم أنها جماعة ترتبط شرعيتها لدى أتباعها بديمومة الحرب وتقديس السلاح الإلهي ضمن جهود «المسيرة القرآنية الهاشمية»!

أظن أن صلب الحوثية يابس متخشب لا يقبل ماء السياسة وهواء الحوار، وإلا فإنها ستنكسر فوراً. وسيعلم البريطاني غريفيث كما علم الموريتاني ابن الشيخ قبله أنه يطارد خيط دخان حوثياً.

أي ليونة حوثية في طلب السياسة والحكي السياسي عِوَض لغة الصواريخ وتهديدات عبد الملك الحوثي وأبو علي الحاكم أو رئيس حكومتهم الجديد (الحليم جداً) مهدي المشاط، هي ليونة (تكتيكية) الغرض منها كسب الوقت وحسب. عقيدة الحوثية ابتلاعية انقضاضية يقينية اجتياحية، وغير ذلك مجرد حكي.

كما يقول الخواجات نقول للسيد غريفيث: غود لاك!