زاهي حواس

 تعتبر من أهم ملكات مصر القديمة؛ لأنها تزوجت الفرعون الذهبي الصغير توت عنخ آمون؛ الذي يعرفه الصغير قبل الكبير. ورغم ذلك فإنها ليست مشهورة، وقد يكون سبب ذلك صعوبة نطق اسمها على عكس الملكة «نفرتيتي» زوجة الملك «إخناتون»، أول من عرف التوحيد في مصر القديمة. ولذلك فإن حلم كل الأثريين هو العثور على مقبرة الملكة الجميلة «نفرتيتي»، التي يوجد تمثالها الشهير في متحف برلين، وكما يحلم البعض بالعثور على «نفرتيتي» فأنا أحلم بالعثور على «عنخ إس إن آمون». 

ولو قمنا بزيارة آثار «توت عنخ آمون» الموجودة بالمتحف المصري في ميدان التحرير، قبل أن تنقل إلى المتحف المصري الكبير بالقرب من الأهرامات، فسوف نجد الملكة مرسومة وهي تضع يدها بحنان على كتف زوجها وحبيبها الملك «توت»، وسوف نجد أنها ترافقه في رحلات الصيد والقنص. وما نعرفه عن هذه الملكة يتلخص في كونها واحدة من بنات الملكة «نفرتيتي» الست من زوجها «إخناتون».
وقد أثبتنا من خلال الدراسات التي قمنا بها، أن «إخناتون» هو والد الملك «توت عنخ آمون»، وهو أيضاً ابن الملكة «تي» والملك «أمنحتب الثالث»، وأن المومياء المعروفة باسم «السيدة الكبيرة» داخل المقبرة رقم 35 الخاصة بالملك «أمنحتب الثاني»، هي للملكة «تي» أشهر ملكات مصر وأقواهن، وهي ابنة «يويا» و«تويا» اللذين دفنا في وادي الملوك. أما المومياء الصغيرة التي عثر عليها بجوار الملكة «تي»، فهي تخص أم الملك «توت عنخ آمون» وابنة الملك «أمنحتب الثالث» والملكة «تي». 


وبدأنا البحث عن مومياء الملكة «عنخ إس إن آمون»، ووجدت أن هناك مومياوين لسيدتين بعضهما بجوار بعض، بالمقبرة رقم 21 بوادي الملوك؛ إحداهما فاقدة الرأس، والأخرى سليمة؛ ولذلك بدأت في البحث عن مومياء زوجة «توت»، وبدأنا بالكشف عن المومياء الموجودة داخل المقبرة 21 ومن دون رأس، وعن طريق الحامض النووي أخذنا عينات من هذه المومياء وعينات من الجنينين اللذين عثر عليهما داخل مقبرة «توت عنخ آمون»، وهما لطفلتين، واحدة ماتت وهي جنين في سن سبعة شهور، والأخرى ماتت أثناء الولادة في سن تسعة شهور، وبلا شك فإن دفن هذين الجنينين داخل مقبرة «توت عنخ آمون» وخاصة بحجرة الكنز، يشير إلى أنهما تنتسبان إلى الفرعون «توت عنخ آمون» وزوجته «عنخ إس إن آمون»، ولذلك بدأنا الدراسات الأولية، ووجدنا أنهما موجودتان بالقصر العيني بالقاهرة منذ أن تمت دراستهما على يد الدكتور ديري أحد المتخصصين في الأشعة بالقصر العيني، وظلتا بالقصر العيني طوال هذه المدة، حتى نقلتهما إلى وزارة الآثار منذ أعوام مضت. 
وقد اتضح لنا من دراسة الحامض النووي، أن المومياء الموجودة من دون رأس داخل المقبرة 21 هي خاصة بالملكة «عنخ إس إن آمون»، وبلا شك فإن الدراسة تعتبر أولية، لذلك يجب أن يتم التأكيد من خلال دراسات أخرى سوف تتم - بإذن الله - حين البدء في المشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية، وإذا وجدنا وتأكدنا أن المومياء فاقدة الرأس تخص هذه الملكة، فبلا شك ستكون المومياء الأخرى هي الخاصة بالملكة «نفرتيتي».