بدر الأصفر

«ترجع الكويت والا تروح السعودية والكويت سوا، وإذا راحت كرامة الكويت راحت كرامة السعودية».. الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في كلمة له أثناء الاحتلال العراقي للكويت.


السعودية، واقعاً وتاريخاً، هي عمقنا الاجتماعي والثقافي والجغرافي والسياسي والاستراتيجي، ومن لا يقر بهذه الحقيقة فهو لا يعرف ماذا تعني السعودية بالنسبة للكويت، ولا يعلم أين تقع الكويت على خريطة العالم، فالسعودية هي الجارة الكبرى والسند القوي من بعد الله ليس للكويت فحسب، بل لدول مجلس التعاون وللأمة الاسلامية، ولأنها كبيرة، فالمهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقها هي الأكبر، فقدر الكبير أن يتحمل الجزء الأكبر في حماية أمن أمته، وهي صمام الأمان والاستقرار لمنطقتي الخليج والشرق الأوسط، وأي هزة في السعودية سوف تهز منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.


لن نعيد سيرة وقوف السعودية معنا أثناء احتلال النظام العراقي البائد للكويت، فهذه لو سطرنا فيها المجلدات فلن نوفي المملكة حقها، ويكفي السعودية، حكاماً وشعباً، أنهم تحملوا العبء الأكبر والمصيري في حشد دول العالم لتحرير الكويت من الاحتلال، ويكفيها فخراً أنها قادت المجتمع الدولي لتبني تحرير الكويت وحماية استقلالها وعودة شرعيتها كاملة غير منقوصة.
اليوم تواجه السعودية كثيراً من المؤامرات، التي تستهدف أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، ولدرء ذلك تقاتل على أكثر من جبهة ساخنة، فهي تحارب الإرهاب في الداخل وتلاحقه في الخارج، وتقود التحالف العربي لتحرير اليمن الشقيق من أذناب إيران، الذين انقلبوا على نظامه الشرعي، بدعم إيراني لا يخفى على أحد. وأما قضية فلسطين، فهي حاضرة على رأس كل الأجندات السعودية، ولم تغب عنها يوماً، وهي صاحبة المبادرة العربية للسلام التي تقوم على حل الدولتين، وأقرتها جامعة الدول العربية بالإجماع، ولا يشكك في مواقف السعودية الداعمة للعرب والمسلمين سوى المتآمرين ضدها، وهؤلاء لهم مآرب نعرفها جيداً.
اليوم واجبنا أن نكون في صف السعودية، وندعمها بكل ما نملك، ضد المؤامرات التي تحاك ضدها من كل صوب، لأن ما يمس كرامة السعودية يمس كرامتنا ومستقبلنا ووجودنا.