الولادة الحكومية تنتظر جولة مشاورات جديدة يطلقها الرئيس المكلّف سعد الحريري فــور عودته من الخارج إلى بيروت اليوم، لتـــكثيف الاتصالات مع الفرقاء السياسيين لحلحلة العقد التي تواجهها.

وللوقوف على مسار تشكيل الحكومة، استصرحت «الحياة» عدداً من النواب. ويقول النائب الياس بوصعب لـ «الحياة»: «لن أتكهّن بتوقيت ولادة الحكومة»، كاشفاً أن «الرئيس المكلّف سعد الحريري يعود مساء اليوم إلى لبنان وسيتكثّف العمل غداً وبعد غد على رغم زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل». وتوقّع «عملاً جدياً حتى نهاية الأسبوع وسيتبيّن إذا كانت الأمور سهلة أو معقّدة أو سريعة أو بطيئة، وسيتضّح إلى أين ستذهب الأمور».

ويؤكد أنه «لغاية اليوم لم نصل إلى مرحلة العقد، فالرئيس الحريري لم يصل بعد إلى تصوّر جدي لتشكيل الحكومة لنرى إذا كان تشكيلها معقّداً. وهو ما زال في طور دراسة كيف يمكن أن يقدّم أفضل صيغة تكون حائزة على توازن». وعن العقد التي يمكن أن تواجه التشكيل، يجيب: «بدك ليلى عبداللطيف». وشدد على أن «التيار الوطني الحر» «لم يدخل بعد في موضوع الحقائب، وما زلنا نناقش التشكيلة، إذا كانت حكومة مؤلفة من 30 وزيراً أو من 24 وزيراً، كل حكومة سيكون لديها معايير، والمعايير التي سيضعها الحريري وتطبّق على الجميع بالطريقة ذاتها سنقبل بها».

الصايغ: سنتشدد

أما عضو «اللقاء الديموقراطي» النيابي فيصل الصايغ، الذي يؤكد أن «الحزب الاشتراكي يطالب بـ 3 وزارات بينها وزارة الصحة ووزارة أخرى جيّدة لا نقول سيادية وثالثة وزارة دولة»، يقول لـ «الحياة»: «لتعكس نتائج الانتخابات النيابية حصص القوى السياسية في هذه الحكومة كما تقول وتكرر القوى التي تعترض اليوم، أي التيار الوطني الحر، فهذا الحزب كان يكرر دائماً وبطالب بأن يحصل الحزب الأقوى في بيئته على حصص وازنة، وكل هذه الشعارات طرحت وأخّرت تشكيل الحكومات. واليوم نحن وصلنا إلى هذا المطلب. نحن الأقوى في بيئتنا ولدينا تمثيل أكثر من 70 في المئة فيها. فلا مبرر بأن لا نكون ممثلين شرعيين لهذه البيئة، نحن لا نضع شروطاً ولا نعرقل بل نطالب بحق طبيعي».

ويؤكد أن «لا مشكلة في طلبهم الحصول على 3 وزارات والأمور إيجابية، وطرحنا إيجابي، نحن من يعنينا بصراحة رئيس الحكومة المكلّف ومطلبنا لديه وهو سيقترح التشكيلة، ولغاية اليوم لم نسمع غير التجاوب، وإن شاء الله سيترجم هذا التجاوب بتشكيل الحكومة».

وعن ولادة الحكومة يجيب: «هذا الأمر يتطلّب ليلى عبداللطيف». لكنه أشار إلى أن «كل القوى تشعر بعبء المرحلة، وأن البلد لا يتحمّل غنج، ومصلحة الجميع بدءاً بفخامة الرئيس الذي لديه مصلحة بإطلاق عجلة عهده هي تشكيل الحكومة بسرعة». ويوضح: «كنا متساهلين في الفترة الأولى من العهد وتنازلنا عن حقائب وقبلنا بوزارتين وتركنا وزارة الصحة، وسهّلنا انطلاقة العهد، لكن للأسف لم يقابلونا بالتسهيلات نفسها، لا بالقانون الانتخابي ولا بالتحالفات ولا بالخطاب السياسي الذي رافق الانتخابات وما بعدها، وأخيراً الخطاب الأخير والتجريح الشخصي والعودة إلى ما قبل الطائف وإنكار المصالحة». «كل ذلك يجبرنا على التشدّد بالمرحلة المقبلة، في هذه المرحلة نحن مستهدفون وبالتالي سندخل بمرحلة التشدد في حقوقنا».

وعن موضوع تمثيل النائب طلال إرسلان في الحكومة الجديدة، يجيب: «هذا الموضوع لدى حلفائه، ليحله معهم ونحن موضوعنا مع الرئيس المكلف».

وعن اجتماع «تيار المستقبل» و«الاشتراكي» و«أمل»، أجاب: «تم طرح مواقف ومطالب من الجميع، وحصلت مناقشة، وجرت قراءة مشتركة لكيفية التشكيل ونحن عبرنا عن مطلبنا الثابت والأساسي ولا تراجع عنه».

سعد:نتكتم...

لكن عضو كتلة «القوات اللبنانية» فادي سعد يرى أن التشكيل «لن يطول لأن الوضع لا يسمح بالتأخير والمكونات السياسية على عجل، فمن كان يعرقل تشكيلها سابقاً يستعجل ولادتها اليوم». ويتحدث عن عقدتين قائلاً: «إذا بقيت وزارة المال مع الفريق الشيعي من دون مداورة نكون بذلك قطعنا شوطاً كبيراً. وإذا حصل الحزب التقدمي الاشتراكي على 3 مقاعد فنكون قد قطعنا أيضاً شوطاً كبيراً».

أما بالنسبة إلى المسيحيين فيؤكد أن «لا مشكلة أساسية وهناك تفاصيل غير مهمة تحتاج فقط إلى ترتيب حقائب».

ويشدد على «أننا لا نضع شروطاً تعجيزية بل نطلب تمثيلنا في الحكومة على قدر حجمنا السياسي والنيابي، نريد حصة وزانة في الحكومة ونطالب بحقيبة سيادية والاحتفاظ بنيابة رئاسة مجلس الوزراء والتأليف محصور بالرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية وليس ببعض الذين يريدون تأليفها وليست من صلاحياتهم». وعن الحديث عن مطالبة القوات بـ5 حقائب، يجيب: «هذا الموضوع محاط بالكتمان لإبعاده عن البازار الإعلامي». وأشار إلى «اتصالات تجرى مع التيار الوطني الحر وكل الأفرقاء لكن موضوع التشكيل هو في مكان آخر، أي عند الرئيس المكلّف».

عراجي:الإشكالات بسيطة

ويتوقّع عضو «كتلة المستقبل» النيابية عاصم عراجي «تشكيل الحكومة قريباً، في أوائل شهر تموز، وهناك إشكاليات بسيطة ما زالت عالقة كالعقدة الدرزية ولغاية اليوم لم يجدوا حلاً لها والتيار الوطني الحر والقوات توصلا إلى حل معيّن حول عدد الحقائب».

وأشار إلى أن «الرئيس الحريري تواصل مع كل الأفرقاء وسيكمل اتصالاته واجتماعاته معهم فور عودته من الخارج».

ويرى عضو «كتلة الكتائب اللبنانية» النيابية نديم الجميل أن «من المبكر الحديث عن الحقائب الوزارية والأسماء والأهم لدينا هو طريقة تركيب الحكومة والتفاهم بين الرئيس المكلف وحزب الكتائب». وربط الجميل المشاركة بالحكومة بـ «اعتماد نهج مكافحة الفساد والابتعاد من الهرطقة السياسية وتطبيق حقيقي للإصلاحات بعدما ربط مؤتمر «سيدر» الاستثمار في لبنان بها». ويقول لـ «الحياة»: لا نتوقع حصولنا على أكثر من حقيبة، لكن مجرد دخولنا إلى الحكومة نكون قد أعدنا التواصل مع الجميع». ويؤكد أن «هناك قنوات مفتوحة مع كل الأفرقاء لكنها غير رسمية بعد».