مشاري الذايدي

المنتخبات العربية، السعودية ومصر والمغرب، خرجت مبكراً من البطولة الكروية الأكبر في العالم، كأس العالم، المعقودة هذه المرة في روسيا.

بقيت تونس، نأمل أن تكون الاستثناء، وتكمل المشوار، لكن أصداء هذا الحصاد المرّ في المحفل الرياضي الأهم، دوّت لدى شعوب وجماهير هذه الدول الثلاث، وصارت الغلة المخجلة كرة نار يتقاذفها الكل، وطبعاً حاول أصحاب الغايات، المسبقة، سواء فاز المنتخب المصري أو السعودي، أو هزم، كما جرى بالفعل.

هؤلاء لديهم «عقيدة» قارّة راسخة في الاستهداف، رياضياً وغير ذلك، لا شأن لنا بهم الآن، شأننا مع التلاوم الذي طغى على المشهد، بعد «الخيبة الروسية».

أتكلم مثلاً عن الحالة المصرية، أما السعودية فما زالت فاتورة الحساب غير واضحة المعالم، مع أنه من الظلم تقويم عمل رياضي وإداري شامل وممتد الزمن، بحصاد بطولة واحدة، حتى لو كانت كأس العالم.

في مصر جرى جلد الفنانين والإعلاميين المرافقين لبعثة المنتخب المصري وأنهم سبب خيبة الفريق، لأنهم أشغلوا اللاعبين وشتتوا تركيزهم بمقاطع الفيديو وصور «السيلفي»... هل هذا صحيح؟

لا ندري تماماً، لكن هذا الاتهام أغضب أحد فناني مصر، وهو الفنان المصري شريف منير. قال في فيديو بثه، الأربعاء، على صفحاته الشخصية في مواقع التواصل، إن الفنانين تعرضوا لجرح كبير وإهانة كبيرة بسبب ما حدث.

وأضاف منير: «من العيب أن يقال راقصون ومطبلاتية. نحن أمتعنا الجميع بفننا وأعمالنا، ولا نستحق أن نوصف بهذه الأوصاف».

وأكد منير أن «الفنانين قد دُعوا للسفر إلى روسيا ومؤازرة لاعبي المنتخب، وتم تسليمهم دعوات الإقامة وتذاكر الطيران، وأي أحد مكانهم كان سيقبل الدعوة».

وتابع: «الفنانون لم يلعبوا المباراة بدل اللاعبين، ولم يشاركوا في إعداد خطة اللعب التي أدت للهزيمة».
وأضاف: «لم نتقاضَ أي أموال كما قالوا من قوت الشعب».

وختم حديثه: «البعض دعا بسقوط الطائرة التي تقلنا إلى روسيا، فهل لو فاز المنتخب لوضع جميع الفنانين على الرؤوس؟».
ربما كان منير يدافع عن «أبناء الكار»، لكن دعونا نسأل: هل من الواقعي حصر المشكلة في مشهد كهذا، أم أن ذلك تبسيط مخلّ؟ والأهم هو أين الخلل في تتابع الخيبات العربية في المحفل الكروي الأهم في العالم؟