عزة السبيعي

تحدث الشيخ الفاضل سعيد بن مسفر عن حكم القيادة للمرأة وعن قرار الدولة فواجه تنمرا عجيبا من حسابات ربما كان بعضها وهميا من حسابات الإسرائيلي عزمي، وبعضها ربما لسعوديين رغم دراستهم للدين 12 سنة إلا أنهم لا يعرفون شيئا عن مبادئ وخصائص الفقه الإسلامي مما يستدعي التوقف حقاً. 

إن تغير الحكم الشرعي هو ما يستمد منه الفقه قدرته على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان، والفقيه أو المجتهد الذي لا يغير رأيه سيلفظه الفقه الإسلامي وسيصفه بالجمود.
ولو عدنا للماضي البعيد سنجد أن الشافعي رحمه الله قام بوضع كتاب الرسالة، وهو في العراق ثم أعاده في مصر بفقه جديد، بل لو اطلعت على فقهه لوجدته يضع رأيين مخالفين مع حجج كل رأي، ومن التاريخ أيضا ما ورد عن الإمام أحمد بن حَنْبَل من رفض لتدوين فقهه ليقينه أن الزمان سيتغير ولا يريد إجبار الناس على فكر واحد، لكن تلاميذه كتبوا فقهه ونشروه، بل إن تلاميذ الشافعي أضافوا آراءهم إلى آرائه ولَم يشترطوا الموافقة. 
إن مصالح الحياة تتغير وخبرة الإنسان تزداد ورؤيته تتسع في الحياة العادية فما بالك في أمور تسيير حياة مجتمع، إنها ولا شك تدفع المسلم لتغيير فقهه ليناسب واقعه مع احترام ثوابته وبقاء أصوله، وهو ما نوه إليه بيان هيئة كبار العلماء وحرصوا عليه، وهذا إن دل على شيء يدل على التزامهم بمبادئ هذا الفقه وقربهم من التغيرات التي تمر بها مجتمعاتنا وبلادنا وهذا جدير بالاحترام والتقدير.