لعل إحدى أهم مميزات الإداري الناجح والفعّال قدرته على صناعة التغيير وإدارته بمهارة ودقة وفعالية وتأثير مع الإبقاء على عناصر الاستقرار ومعطيات الأمان. تماماً كربان سفينة يقودها لتغيير مسارها لتفادي أمواج البحر العاتية وأجواء الطقس المتقلبة بعنف. وهذا التوصيف هو أهم ما يمكن به وصف مسيرة رعد السعدي المهنية المشرّفة عبر محطاتها المختلفة والمتنوعة والمثيرة. واليوم وهو الذي يتبوأ منصب نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي والعضو المنتدب لواحدة من أكبر الشركات السعودية وهي «أكوا باور» والتي يقودها بحرفية وامتياز للتوسع العالمي وتمديد رقعة أعمالها الجغرافية لتشمل مناطق هائلة من المغرب حتى كازاخستان لتكون وبالتدريج أحد أهم الأسماء الجادة والمؤثرة في أسواق الطاقة في العالم اليوم.

ورعد السعدي الذي تخرج من كلية مينلو الأمريكية بتخصص إدارة الأعمال، توجه بعدها للعمل في إحدى أهم شركات القطاع الخاص السعودي وهي شركة عبداللطيف جميل وتنقل في أقسامها وفروعها وتصاعد وظيفياً بسبب تميّزه وإنجازاته. ومع الوقت كوّن أسلوبه الإداري الخاص والذي عرف به. يقدّر العمل الجماعي ويهمه جداً الحفاظ على روح الفريق، ومعيار النجاح بالنسبة له هو تحقيق الأهداف المتفق عليها وإنجاز الخطة الموضوعة.

ومع الوقت تكوّنت عنه سمعة تفيد بأنه رجل الإنجاز والمهمات الصعبة والأهداف المعقدة، وهو طبعاً عبء ومسؤولية ورفع من مستوى التوقعات بحقه تحملها بجد وجدارة.

ومن خلال مسيرته المهنية زادت خبرته وصقلت تجربته مما مكّنه من تكوين إرث معرفي متراكم جعله يدعى للمشاركة في العديد من مجالس إدارات الشركات المهمة في بلادنا الغالية مثل الخطوط السعودية، فلاي أديل، الهيئة السعودية العامة للتجارة الخارجية، الشركة الوطنية للاستثمار في السيارات والنقل، شركة سال السعودية للخدمات اللوجستية، شركة الخطوط السعودية للشحن الجوي، شركة ماركة في اي بي.

نجح رعد السعدي بأسلوبه الإداري المميز في أن يترك بصمته وتميّزه ونجاحاته في كل محطة مهنية توقف فيها قطار أعماله، وجعل من كل مرحلة هي عبارة عن قصة نجاح بحد ذاتها مع عدم إغفال نقطة مهمة جداً وهي التنوع الهائل في مجالات الشركات التي عمل بها وعدم حصر نفسه في مجال معين بعينه.

رعد السعدي نموذج إداري محترم وناجح في وطننا العزيز يثبت لنا مجدداً أن رأس المال الأعظم عندنا هو الإنسان السعودي.