تحركت قيادة دولة الإمارات فور وقوع المأساة في غزة، فقد كان هناك قتلى وجرحى وبيوت مهدمة ومهجرون يعيشون في العراء، لم تطلب اجتماعاً للجنة أو منظمة أو مجلس من المجالس، ولم تنتظر أحداً، اتخذت قرارها، وشرعت أبواب مخازنها، وسيرت طائراتها، وضغطت على كل الأطراف المشاركة في العدوان الذي طال الأبرياء، ولعبت دبلوماسيتها دورها الوطني والقومي في كل المحافل، وخاصة الدولية، وتواجدت في كل المساعي الباحثة عن حل.

هذه مواقف من لا يخلطون الأوراق، ولا يربطون بين مشاعرهم الإنسانية ورغباتهم السياسية، ففي غزة كان الإنسان مسلوب الإرادة هو المحور، بعيداً عن حماس وفعلتها المدانة، ونتانياهو واندفاعه الجنوني، المرفوض بشكل قاطع؛ لأنه عدوان همجي يحمل بين طياته كل مكونات الجرائم ضد البشرية، ولم تنتظر أحداً، ولم تلتفت لأحد، فالإنسانية عند قيادة الإمارات لا يساوم عليها، هي أولاً وثانياً وحتى تتوقف آلة الموت، ووضعت خطوطاً حمراء فوق خطوط الدول المساندة، ولم تتوقف عن دعم أهل غزة، مستخدمة كل الطرق والوسائل لتصل إلى من هم في أمس الحاجة إلى العون، الطائرات حملت المساعدات ووقفت الشاحنات على أبواب المعابر، والسفن نقلت ما نقلت وفرغت ما تحمل في العريش، وتدفقت الاحتياجات الضرورية والعاجلة، من محطات تحلية المياه إلى المستشفيات الميدانية والبحرية، إلى نقل الحالات الحرجة إلى مستشفياتها، هنا في أرض الخير، ولم تسمع عواء إخوان الشر، لأنها منشغلة بأنين الأطفال.

واليوم، تقول لنا الأرقام، وللعالم كله، إن الفارس الإماراتي الشهم قدم لغزة الجريحة أكثر من ربع المساعدات الإنسانية التي وصلتها، وهي أرقام تعلنها الجهات المشرفة على تلك المساعدات، فمن يمدون أيديهم إلى أشقائهم لا يحسبون ولا يعدون ما يقدمون، فهذه سمة قيادة هذه الدولة التي تعمل دون ضجيج.

حفظ الله قائدها ورئيسها ونائبه وجزاهم كل خير.