صديقنا وحبيبنا عضوان الأحمري غرد من مقر الأمم المتحدة في جنيف، بأن هيئة الصحفيين السعوديين تشارك في أنشطة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لحماية الصحفيين والحريات كعضو في اتحاد الصحافة الدولية، والذي تشعّب في مخيلتي الجزئية الأخيرة من التغريدة والتي نص فيها بالقول إن هيئة الصحفيين السعوديين في التجمع الأممي ومن ضمن مستهدفاتها تشارك رفع ترتيب السعودية في مؤشر الحريات.

وهذا دور جليل بأن تسعى الهيئة إلى إيضاح اللبس المعشعش في أذهان المتحدثين عن الحريات، وحقوق الإنسان، فالحرب الدائرة في غزة حطّت من قيمة الإنسان ذاته، وبالتالي (مرّغت) حقوقه.

وبين الشعارات والواقع بون شاسع من الافتراقات. فالدول ذات القوة العالمية ترفع شعارات حقوق الإنسان، وفي واقعها هي المدمرة للإنسان في نفسه، وماله، وبلاده.

مئات الملايين من شعوب العالم تم قتلهم، وتهجيرهم، وتشريدهم بحجة إرساء حقوق الإنسان.

نعم، تشعبت في مخيلتي كل الكوارث التي اقترفتها الدول الغربية (بقيادة أمريكا) في منطقتنا تحديداً، ومع كل كارثة تحل بالمنطقة، تنهض تلك الدول لممارسة رفع شعار حقوق الإنسان، وتصدر الجمعيات المعنية بتصنيف دول العالم الملتزمة بتلك الحقوق، فأي إنسان هو المقصود؟

وأي تصنيف أو قياسات يتم بها إثبات أو نفي حقوق الإنسان لكل دولة؟

وأعتقد أن على منظمة حقوق الإنسان إغلاق أبوابها، وتسريح موظفيها، وترك الدول في ممارسة حياتها من غير تدخل في رسم تلك الحقوق الواهية.

فكل دولة حريصة على شعبها بما يحقق لمواطنيها حياة وديعة، وتصنيف الدول في سلم حقوق الإنسان أداة للتدخل في كل بلد يتم استهدافها من خلال الضغط عليها في تراتبية حقوق الإنسان المزعومة.. ونحن في المملكة لا نحتاج إلى رفع درجتنا في تلك الحقوق، نعيش في سلم وأمان.

ولو طلب من دول العالم استلام الجدول، وترتيب المقترفين لهتك حقوق الإنسان فسوف تكون النتيجة معكوسة تؤكد على أن من لا يحترمون حقوق الإنسان هي تلك الدول التي (صجّتنا) بشعاراتها، بينما هي تدهك، وتسحق كل حقوق الإنسان على الأقل خارج نطاقها الجغرافي.

أقول لمنظمة حقوق الإنسان: (فلقتونا حرية).