لا تَخشى أن تَكون مُختلفاً، أنتَ باختلافك مُمَيز.

كان هناك مدير استثنائي في إحدى المؤسسات، الذي ذاع صيته من حيث تعامله الراقي واهتمامه بالموظفين، ويُشهد له بالأمانة الوظيفية والعمل الدؤوب والأداء الوظيفي المتميز، كان منصفاً وعادلاً ويعطي كل ذي حق حقه لا تغره الدنيا وملذاتها لأنه متيقن تماماً أنها في نهاية المطاف زائلة، ولن يبقى معه سوى سمعته وأخلاقه وعطائه الصادق، وذلك ما يجعله يتمسك دائماً بمبادئه وقيمه مهما اشتدت وعصفت به الظروف.

وفي سيناريو آخر تطرأ بعض التغيرات السلبية في إحدى الشركات الخاصة التي تجبر بعض المديرين على تطفيش وتهميش الموظفين أو تسريحهم ظلماً رغم جهودهم وتفانيهم وإخلاصهم في العمل، ليتمكنوا من الحفاظ على السمعة والمناصب القيادية، لذا يتم للأسف التلاعب ببعض القوانين بهدف تلبية مصالحهم ورغباتهم الشخصية.

أحياناً تلك الممارسات الخاطئة قد تحدث في حياة بعض الموظفين المهنية لأي سببٍ كان والتي تصبح عقبة في طريق نجاحهم وتميزهم الوظيفي أو تتسبب في انقطاع مصدر الرزق الوحيد لديهم، لذا من المهم ألا يكون اعتماد الموظف الكلي على الوظيفة بل البحث والإصرار على أن يكون لديه مصادر دخل أخرى تكون هي الملجأ والملاذ الآمن في الظروف الطارئة والصعبة.

بالرغم من القصص الكثيرة التي تتردد على مسامعنا باستمرار، ينتصر في الأخير الحق بلا شك فالأرزاق مكتوبة ومقدرة بإذن الله تعالى، وتبقى السمعة الطيبة مستمرة وخالدة.

لابد من التركيز دائماً على المبادئ والقيم مهما تغيرت الظروف وتبدل سلوك بعض الأشخاص من حولك وتذبذبت معها توجهاتهم، لا تتنازل عن مبادئك حتى تكسب رضا الآخرين وتنصاع لرغبات متقلبي الأحوال والأمزجة، كن مختلفاً وحاول أن تسعى للتميز في مجالات أخرى خارج إطار العمل الوظيفي، وتمسك بنسختك المميزة التي يجهلها بعض العابرين في مجتمع يميزه التنوع والاختلاف الإيجابي.