لا تتقاطع الرغبة مع الطموح والتطلع للنجاح والعمل لتحقيق أهدافك، إلا إذا تجاوزت الحد اللامعقول، حيث تصبح أحياناً وبالاً وشقاء لأصحابها، دعونا ننظر لأغلبية الاختراعات والابتكارات التي نستخدمها في حياتنا لولا حاجتنا ورغبتنا في استخدامها لما استحقت أهميتها بالنسبة لنا ولا شك أن الرغبة للاختراعات هي التي جعلت هذا المخترع يلجأ إلى صناعتها أو اكتشافها أو حتى المجتمع المحيط به، فالحاجة تولد الرغبة الشديدة لدى المبدع للعثور على الحل، فتتضاعف رغبته القوية وإصراره وعزمه وصبره وأيضاً جهده، مما يجعله أكثر تمسكاً حتى يستطيع الوصول إلى حاجته، فتعد الرغبة مع العمل الجاد وسيلتين لهما أهمية كبيرة في وضوح الفرق بين الإنسان العادي والمبدع، فالمبدع تتولد لديه الرغبة تلقائياً للوصول إلى حاجته.

المبدع السينمائي الشهير شارلي شابلن يصف حال المبدع وعلاقة الرغبة به من خلال مذكراته حين يقول: على مدى الأعوام لم أكتشف إلا أن الأفكار تأتي من خلال الرغبة الشديدة في إيجادها، فبالرغبة المتصلة يتحول العقل إلى برج مراقبة يقاس في الحوادث والملابسات التي تستثير الخيال، وقد تكون الموسيقى أحياناً أو مشهد الغروب مصدر إلهام حقيقي بفكرة جديدة.

إن هذا العالم مدين للرغبة التي ألهمت الكثير من المخترعين والملهمين مثل نيوتن وجراهام بل وغيرهم الذين حولوا الأحلام والأفكار إلى حقائق، إنها الرغبة التي مكنتهم من مكافحة التحديات وجعلتهم يواجهون التردد واليأس والفشل بالرغبة والعزيمة لاستكمال أفكارهم حول موضوع الابتكار، لذلك فإن توفر الرغبة الشديدة لدينا مهمة جداً ولا يمكن إهمالها أو نسيانها بل إن توفر الرغبة الشديدة والعزم على تحقيق أفكارك سوف يسهل عليك مصاعبك ويفتح لك طريقاً للوصول إلى الحلول والأفكار الإبداعية، لهذا يمكنك صناعة بيئة إبداعية وتحويل الفوضى المحيطة بك إلى إبداع، نجد الرسامين والفنانين والتشكيليين يستفيدون من مدارس الرسم المختلفة وأدوات الرسم والألوان المتناثرة حولهم لتحفيز الإبداع وأيضاً الكتاب والشعراء لا يمكنهم البدء بكتابة إبداعك دون محفزات وجهد وقراءة واطلاع وتصور وتدوين للملاحظات وهكذا حتى المخترعون نجد أماكنهم مزدحمة بالنماذج والخطط والنماذج المصغرة أو المكبرة لأفكارهم، لهذا فإن الرغبة والعمل الجاد تعتبر من المحفزات الطبيعية والصحية التي يمكن أن تنقل الإبداعات من الأوراق إلى الحقيقة يقول الكاتب جون ديوي: «أعمق دوافع الإنسان إلى العمل هو الرغبة في أن يكون شيئاً مذكوراً».