طائر القَطا من الطيور الجميلة، التي حظيت باهتمام العرب قديماً، فبالغوا في ذكره؛ في أشعارهم، وأمثالهم، وتشبيهاتهم. وقد علا شأنه، وارتفع ذكره.

هو نوع من اليمام يؤثر الحياة في الصحراء، ويتخذ أفحوصه- والأُفْحوصُ: مَبِيضُ الْقَطَا- في الأرض.. ويطير جماعات، ويقطع مسافات شاسعة.. وبيضه مرقّط.

تقول العرب في أمثالها: «أصدق من قطاة» و«أهدى من قطاة»، و«لو ترك ‌القطا لنام»؛ وهو لامرأة عمرو بن أمامة، وكان نزل بقوم من مراد، فطرقوه ليلاً، فلما رأت امرأته سوادهم، أنبهته، فقالت: قد أتيت، فقال: إنما هذه القطا، فقالت: ‌لو ‌ترك ‌القطا ‌لنام. فأتاه القوم فبيتوه فقتلوه. قال الغزي: «والاعتبار في التشبه بالقطا بالصدق وحسن الرعاية، والفطنة والهداية، والهوينا في المشي مع علو الهمة، وحسن التشبه بالآباء في المكارم والمناقب ومحاسن الأخلاق والآداب».

قال الجيم بن صعب:

فلولا ‌المزعجات ‌من ‌الليالي... لما ترك القطا طيب المنام

إذا قالت حذام فصدقوهــــــا... فإن القول ما قالت حـــذام

وقد ذكروا أن مشيُها فيه تَثَنٍّ، فلذلك شبهوا مشي النساء المُنَعَماتِ بمشيها. وفي الأبيات المنسوبة لهند بنت عتبة:

نَحنُ بناتُ طارق

نمشي على النَّمارق

مَشْيَ القطا النَّواتِق

وفي اللؤلؤ في الأدب: «...فترى فيه أسراب الغزلان، والرعابيب الحسان، يمشين ‌مشي ‌القطا الكدريّ، في الدمث النديّ، فتارةً وقوفاً على شريعةِ ماء، وحيناً جلوساً تحت رفرف أيكةٍ خضراء».

وقد رجا قيس بن الملوح، بأسلوبه التخيُّلي، طير القطا أن يُعيره جناحه، مُتَمنّياً أن يطير به إلى محبوبته،، فقال مخاطباً سِرْب القطا:

بكيتُ إلى سرب القطا إذ مَررن بي... وقلتُ ومثلي بالبكاء جدير

أسِرْبَ الْقَطَا هَلْ مَنْ يُعِيرُ جَنَاحَهُ؟... لَعَلِّي إلى مَنْ قَدْ هَوِيتُ أَطِيرُ