أجمل ما في ظاهرة مسلسلات ال 15 حلقة هذا الموسم الرمضاني، أنها تتيح لنا فرصة الاستمتاع بمشاهدة أعمال تشعر بأنها تمر سريعة وخفيفة لا مط ولا تطويل ولا ملل فيها، كذلك تمنحك فرصة التجديد بالانتقال من عمل إلى آخر، باستثناء الأعمال الضخمة التي تستحق فعلاً أن يطول معها اللقاء وبعضها نتمنى أن يمتد لأكثر من ثلاثين ليلة.

مسلسل «أشغال شقة» نجح منذ الحلقة الأولى في إعلان تميزه عن أي عمل كوميدي آخر، مسلسل سلس ظريف ممتع، وأجمل ما فيه أنه يدفعك للضحك دون أي افتعال أو استخفاف، والسر يكمن في الحرفة في كتابة كوميديا الموقف، وفي الأداء التلقائي والبعيد كلياً عن الاستظراف أو المبالغة.

فاجأنا هذا العام المخرج خالد دياب بانتقاله إلى الكوميديا، وهو الذي تألق سابقاً سواء في الإخراج أو الكتابة مع شيرين دياب بأعمال درامية «ثقيلة» ومهمة مثل «تحت الوصاية» الذي تربع على عرش الدراما في رمضان الماضي. ويبدو أن الثنائي دياب يكتب شهادة نجاح جديدة إنما في مجال الكوميديا، حيث يقدمان أفضل ما نشاهده حالياً على الشاشة من بين المعروض «حتى الآن» في فئة الكوميديا، والحكم ليس نهائياً بانتظار ما سيعرض في النصف الثاني من الشهر.

«أشغال شقة» مقتبس من فيلم «صباح الخير يا زوجتي العزيزة» (عام 1969)، وكان بطولة صلاح ذو الفقار ونيللي وتحية كاريوكا، لكنه غير مستنسخ، أي أن الكتابة انطلقت من الفكرة ذاتها لتحيك أحداثاً مختلفة وعملاً يناسب العصر الحالي، عن الدكتور حمدي الطبيب بالطب الشرعي (هشام ماجد) وزوجته الإعلامية ياسمين (أسماء جلال) يرزقان بتوأم، فيضطران للبحث عن خادمة تساعد ياسمين في الأعمال المنزلية، ما يتسبب بالكثير من المواقف الطريفة المضحكة، خصوصاً مع وجود أم حمدي (شيرين) وأم ياسمين (سلوى محمد علي).

اختيار الممثلين موفق، هشام ماجد المتمرس بالكوميديا على عكس أسماء جلال التي تخوض تجربتها الأولى فيها وأثبتت نجاحها وخفة ظلها، وشيرين وسلوى محمد علي ومصطفى غريب ومحمد عبد العظيم، وضيوف الشرف انتصار وإيمان السيد وإنعام سالوسة..

من أهم أسباب نجاح المسلسل أنه لا يكتفي بالفكرة العامة التي تضمن نجاحه، بل هو مبني على مضمون جيد، وجدية في كتابة المواقف الكوميدية، أحداث تتوالى ومفاجآت مضحكة، تدفعك لانتظار الحلقة تلو الأخرى، والتطورات تزيد من جرعة المتعة، خصوصاً أنها كوميديا راقية هادئة بلا صراخ ولا سذاجة.