يعود تاريخ إعادة التدوير إلى آلاف السنين، وقد يبدو هذا المفهوم كأحد المفاهيم التي ارتبطت بالحركات التي تدعو للمحافظة على البيئة إلا أنه في الحقيقة تم استخدامه قديماً وقد برز المفهوم في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين كأحد المفاهيم المُهمة في العديد من دول العالم بسبب الكساد الاقتصادي العظيم الذي حصل في ذلك الوقت، فقد تمت إعادة تدوير بعض المواد كالنايلون والمطاط والمعادن.

وتبرز أهمية إعادة التدوير في الحفاظ على الأشجار وتقليل المساحات المُخصصة لمكبات النفايات وتوفير فرص عمل جديدة وتقليل استهلاك الطاقة وحفظ المواد الطبيعية والتقليل من انبعاث الغازات الدفيئة، وتمر إعادة التدوير بعدة خطوات كالجمع والمعالجة والتصنيع وشراء السلع التي تم صنعها من مواد معاد تدويرها.

وعملت وزارة التغير المناخي والبيئة والجمعيات الدولية للنفايات على إنشاء منصات عالمية لإعادة التدوير الطوعية والتي بعدها ستتمكن كافة قطاعات الأعمال من تحقيق الكفاءة فيما يتعلق بإدارة النفايات ما سيجعل لها آثار إيجابية، حيث يتم جمع أكثر من ثلاثة ملايين طن من نفايات السّكان والمؤسسات في كافة أنحاء الدولة، وبفضل النهج المبتكر الذي تتبعه إدارة النفايات فإن قسماً كبيراً من هذه النفايات

لايزال جزءاً من نسيج الاقتصاد الوطني ما يضيف قيمة ويدعم التغيير لاتخاذ خطوات نحو محطة التنمية المستدامة.

لذا يجب تدريس الطلبة وتوعيتهم بقضايا البيئة في مدارسنا وحلقاتنا التعليمية والمشاركة في مبادرات تنظيف الشواطئ والمناطق البرية وغرس السلوكيات الصديقة للبيئة مبكراً حيث نجد الطلبة والمراهقين وغيرهم من شرائح المجتمع هم الأكثر استخداما للمواد البلاستيكية ذات الإستخدام الواحد.

وتقوم الإدارة المستدامة للنفايات على كفاءة تقنيات جمع النفايات، بل وفي إعداد خريطة طريق للاستدامة تتمحور حول استعادة المواد ومعالجة أنواع مُحددة من النفايات من ضمنها الورق والكرتون والبلاستيك والمعادن والألمنيوم والإطارات وبقايا الغذاء العضوي ومخلفات الهدم والبناء، حيث باتت بعض المنشآت القائمة على إعادة التدوير أمثلة قوية على الكفاءة الفائقة في طاقاتها القصوى.

مع اعتماد الاقتصاد الدائري فإن هناك ثقة بأن مخرجات أي عملية تمثل مدخلات قيّمة لعملية أخرى، ويطال نطاق عملها حتى النفايات غير القابلة لإعادة التدوير، حيث تحرص على الاستثمار في مشاريع تحويل النفايات إلى طاقة بحيث يتم استغلالها كاستراتيجية استدامة تركز على استهلاك الطاقة والبيئة واستخدام مواد البناء الصديقة للبيئة وتسليط الضوء على الحاجة إلى مزيد من المنابر العملية لإشراك شرائح المجتمع المختلفة للمساهمة في الحفاظ على الطاقة والحد من التلوث.